جرس ومعنى
شعر: جمال قاسم
أخطأتُ
تهجِئَةَ العبارةِ
فانحدرتُ
مع الدِّلالةِ
صوب
ينبوعِ الكلامِ ؛
ٱلماءُ
شفافٌ هنا
زهرٌ على
سطح البحيرةِ
ياسمينٌ
فادحُ الضحِكاتِ
لؤلؤةٌ
بلون لمًى
على
ورقاتِ نرجسةٍ
فراشٌ من
شعاعٍ
مثل
خالاتٍ على جسدٍ
تعمّدَ
بالندى
والأوكسجينُ
بلونِه البَدَئيِّ
طعمٌ
سائغٌ
شفتايَ
من نارٍ
وعنقي
جذعُ جميزٍ
وباقي
جثتي مرمرْ
وصوتي
سُكّرٌ أحمرْ
أفتشُ في
المكانِ
عن
المعاني ..
خفقةُ
الحرف البَليدةُ
أوسعتْ
حرفي
حشيشًا
أخضرَ المعنى
بحثتُ عن
الصدى
فدنوتُ
من فهمي
وأهملني
ملاكُ الغابِ
طارَ على
بساط
رياحهِ وفراغهِ
وبقيتُ
بين شرارتينِ
على هلام
الوقتِ..
أنتحلُ
السحابةَ..
كي
أُطبِّبَ جرحَها
ظمأَ
الحياةِ وشهوةَ الميلادِ...
أشعلُ
فكرةً فأذوبُ
أطفئُ
نجمةً لأُعيدَ
لهفَ
أصابعي عن وهجِها
في كل منعرجٍ
تميدُ
الريحُ تلقَفُني الرُّبى
فأعود
كالشحرور
ذاك
الطفلَ ممتلئَ الصِّبا
لغتي
شهيَّتِيَ التي
باءتْ
بريحِ مسائها
إنسانةٌ
بصفائها وغِوائها
مشتاقةٌ
شبّتْ على شبقي
بماءِ
شفائها
وتقمصتْ
شغفي عليَّ
بنونِها
وسنائها
بنتُ
الطبيعةِ غضّةٌ
كالضادِ
في نبضي
تعبُّ
الشوقَ
من كفِّ
الضبابةِ
كالصبابةِ
في الصَّبَا
سأقول
للمعنى اقتبستُكَ
من لحاءِ
الزنبق المجروحِ
من حبقٍ
على شباكيَ المفتوحِ
من حلمٍ
غفوتُ بِهِ
ومن تلٍّ
على رؤيايَ
تتّحِدُ
الثواني قابضاتٍ
خفقةَ
الوقتِ المشوَّهِ
لعنةُ
الدمِ وانحسارُ الريحِ
رائحةُ
البكاءِ
وضجّةٌ
الصحراءِ
محرابُ
الغريبِ وخيمةُ الذكرى
لتضطجعَ
الإلهاتُ اللواتي كِدنَ لي
وسحرنَ
دربي
بالفَراش
وبالسنونو
ثم
أغلقنَ السحاباتِ الظليلةَ..
سرتُ
نحوي منذ بدء خطيئتي
حتى
انفجاري
في
السيولِ
وفي
السهولِ
وفي
البراري
شردتْني
حكمة الأجداد
عن لغتي
ولكنّي
حفظتُ يدي
وضعتُ
أصابعي عبقًا
على
المعنى
وقلتُ
أنا وإنسانيتي
وجهانِ
في سمتي
أنا
الإنسانُ في صفتي
أنا قبلي
أنا بعدي
أنا صفتي
أنا
المنفيُّ في شفتي
أنا
سأقول للمعنى:
ٱقتبستُكَ
مُذْ قفزتُ
عن
الفرسْ
أخطأتُ
تهجئةَ العبارةِ
وارتفعتُ مع الجرسْ..
أنا الإنسانُ في صفتي
ردحذفأنا قبلي
أنا بعدي
أنا صفتي
أنا المنفيُّ في شفتي / سلس وجميل