كان يقف على حافة الطريق، عينيه ترقبان الأفق بترقب، وكأنهما تبحثان عن بصيص أمل في سماء غائمة. كان جسده مثقلاً بالجروح، بعضها ظاهر على جلده، والآخر أعمق في روحه. ولكن لم يكن الألم ما يثنيه، بل كان وقوده في رحلة المقاومة.
كل صباح، كان يرتدي ملابسه القديمة المهترئة،
ويحمل بندقيته الصدئة التي ورثها عن والده. كان يعرف جيدًا أن المعركة ليست
متكافئة، وأن أعداءه يمتلكون كل وسائل القوة. ومع ذلك، كان يقف في وجههم، مدركًا
أن كبرياءه هو آخر ما يملكه.
في زقاق ضيق ، التقى بجنود الاحتلال وجهاً
لوجه. في تلك اللحظة. وقف شامخًا، رافضًا الاستسلام. كان يعرف أن جروحه ستظل تنزف،
لكن في مقاومته كانت كرامته تُكتب.
ومع كل طلقة، كان يسمع صدى قلبه يقول:
"حتى وإن سقطت اليوم، سيبقى جرحك شاهدًا على كبريائك. وستروى حكايتك للأجيال
القادمة، كجسد قاوم، وروح لم تُكسر.
إرسال تعليق