كَيْفَ أَنْسَى
جُرْحَكِ الغَائِرَ فِي صَدْرِي
وَنَزْفَ الأَمْنِيَاتْ
كَيْفَ أَنْسَى
مَا مَضَى مِنْ لَذَّةِ الوُجْدِ
وَسِحْرِ الهَمَسَاتْ
هَا أَنَا بَعْدَ ثَلاثِينَ خَرِيفًا
بَعْدَمَا أَيْقَنْتُ أَنَّ الأَمْسَ وَلَّى
أَسْتَعِيدُ الذِّكْرَيَاتْ
كَمْ تَجَاوَزْتُكَ فِي عَقْلِي سِنِينا
كَمْ ظَنَنْتُ الذِّكْرَيَاتْ
قَدْ غَدَت شَيْئًا دَفِينًا
كَمْ مَضَى مِنْ حَادِثَاتٍ
وَلَيَالٍ بَائِسَاتْ
وَمَضَيْنَا
أَنْتَ جَاوَزْتَ الوُعُودَ وَأَخْلَفْتَ الظَّنُونَا
وَأَنَا وَارَيْتُ قَلْبِي
ثُمَّ وَدَّعْتُ الأَنِينَا
فَلِمَاذَا نَسْتَعِيدُ الذِّكْرَيَاتْ
وَلِمَاذَا جِئْتِ بِالأَشْوَاقِ
ذِكْرَى وَحَنِينا
كَيْفَ أَنْسَى
جُرْحَكَ الغَائِرَ فِي صَدْرِي وَأَحْيَا
إِنَّنِي يَا سَيِّدَتِي مَا عُدْتُ أَقْوَى
فَدَعِينِي أَتَوَارَى خَلْفَ حُزْنِي
وَاتْرُكِينِي مِنْ جَمُوحِ الذِّكْرَيَاتْ
مَاتَ ذَاكَ اللَّحْنُ فِي صَدْرِي
وَوَدَّعْتُ العُيُونَا
غَابَتِ الأقْمَارُ مِنْ لَيْلِي
وَغَاصَتْ كُلُّ أَلْوَانِي بِذَاتِي
وَهْوَاكِ
ذَٰلِكَ الوَحْيُ الَّذِي طَارَدَنِي عُمْرًا طَوِيلًا
ذَٰلِكَ النَّزْفُ الَّذِي آلَمَنِي
وَأَهْدَانِي الطَّعُونَا
لَمْ يَعُدْ شَيْئًا ثَمِينًا
لَمْ يَعُدْ شَيْئًا ثَمِينًا
إرسال تعليق