خذني إلى مأوى الطفولةِ يا حمامُ
ورُدَّني
لنعيمِها
خذني أطلّ على
بلادٍ قاذفتها الرّيح
لم يأت المساءُ
ولم يَضِع مني
المدى
خذني
أرى وجهي على
كثبانها
يخضرُّ غيمي يا
حمامُ
وأحضنُ الذكرى
كأني من ضفائر
ريشك القدسيِّ
أملأُ مهجتي
وأدور حولَ
الأرضِ
يلمسني بريق
الصبحِ
يكتب نصّه
الجبليَّ في وجهي
كأنَّ الأرض تنفر
من بداياتي
فألتمس الصدى في
صوتك المذعور
أرفضُ كَرْب
أيامي
وما في القلب من
حزنٍ قريب الموج
يا صنارةَ الأملِ
البعيد أدور حول الأرضِ
هل يصطادني صقر
السحاب ؟
نفضتُ أثقالي
كأني أو كأنَّ
النهر يغسلُ وجهَهُ
لا صخرَ ،
لا سرديٌّ لليل
في أضلاعهِ
هل نستطع الحربَ
؟
نعلن من سطوح
بيوتنا المشروخةِ القرميدِ
أنّا لن نخون
عمائمَ الأجدادِ
لا أبكي دمي
أبداً
فكيف يخونني قلمي
وعصفُ قصيدتي في
الريحِ ؟
جرحي ثاقبٌ صبٌّ
غزيرٌ وارف الأسماءِ
يَنْدى في رحاب
النزف والأسفارِ
أنتظر الصعود على
رياش الماءِ
أغتَرفُ المدى
الموعودَ
جرحي ثائرٌ يا
ليلُ
موّالي معادلةُ
الغمامِ على حُشاشِ الأرضِ
كي يشفى الترابُ
من السَّمومِ
ومن شظايا الموتِ
أوقدُ لوْعتي
بيني وبين الجرح
عمرُ بحيرةٍ
مذبوحة الأسماكِ
هذا الليلُ
مَقْتَلَةُ الغريبِ بعزفهِ الدمويِّ
لا جدوى من
التنجيمِ في فخّ المتاهةِ
ليس أعمى عمرُنا
غدُنا يصدّق
نفسَهُ
أصحابُ هذي الأرض
نحنُ
ونحنُ مَن رفع
الأذان على مآذنها
ومن كتب المقدس
في معابدها
ونحن علافُها
الجويُّ
والأرضيُّ
والبحريُّ
نحن مجالُها
البصريُّ
أرسمُ ما بدا
للنّبعِ رغبَتَهُ البعيدةَ
مُلكهُ المسلوبَ
يَعْمرُ ضفّتيهِ
سأُكمِلُ
المَنقوصَ من دمِهِ
كأنّ الطيرَ تعلو
فوق أكتاف الخميلةِ
تستنيرُ بجذرها
هذا الفضاءُ
السرمديُّ فضاءُ مَن ؟
ولأي برٍّ في
المدى خلَعَ العِقالَ
وأرَّق الأرواحَ
من وجعٍ تمدّد في
دثارِ المهدِ
في هذا الهواء
الجارحِ الأعصابِ
كيف يقودُني شمعٌ
تعتّقَ في خميرتِهِ
كأنّي في اختزالِ
الرّوحِ
أنفثُ بعضَ
أنفاسِ القرى
تجترُّ رقدةَ
جُرْحِها في وحشةِ الأضدادِ
صورة وردةٍ حمراء
تعبرُ
ليتني كنت
الدليلَ
أنا بيانُ الأرضِ
يومُ ثرائِها
خذني إلى مَرأى
الطفولةِ يا حمامُ
قصيدتي لن تختفي
في الضّوءِ
خذني
سوف ندخل آمنينَ
إلى حقيقتِنا
ونرفعُ مُلْكَنا
******************************************
طولكرم
25/11/2024م
إرسال تعليق