-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

اخلعْ من ورعٍ نعليك / أحمد الخطيب

 

أنْ تُصلِحَ نفسكَ

يعني أن تجدَ المخرجَ في دائرةٍ

هي أقربُ منك إليكْ

أن تتعدّى فصلَ التوقيتِ

وأنْ تخبرَ صاحبكَ الانَ

بما لا ليس يريبُكَ

أنتَ يُريبكَ أنَّ الفعلَ المحذوفَ لديكْ

لم يتفتحَ كالبرعم بين يديكْ

أنْ تُصلِحَ نفسكَ

يعني أن تخلط بين الباب وبين الشرفةِ

أن تقرأ منشورًا سريًّا

وتحافظَ مثلَ الذئبِ على قمصان الريح

وأن تغزل ثوبًا عربيًا،

لم تعصفْ بخيوط الردّةِ فيهِ امرأةٌ

أنت وحيدًا تغزلُ ثوبكَ من مرمر كفَّيكْ!

أن تُصلِحَ نفسكَ

يعني أن تُصلِح ذاتكَ قبل رحيل الناس

عن الدمعةِ في عينيكْ!

 

كنتَ وحيدًا

ووحيدًا لم يشهدْ خطوتَكَ الرعويةَ ولدٌ

أمسِ تعاطى في الليلِ قصيدتكَ الأولى

وبكى، حين رأى امرأةً تتقفّى شفتيها في شفتيكْ!

لمْ يهربْ من آخر طوقِ نجاةٍ

فالماءُ قليلٌ،

والبئرُ تنزّلَ فيها خبرٌ

فاحْتِجْتَ لتخلعَ، مِنْ وَرَعٍ، نعليكْ!

هل كنتَ لِتُصلِحَ نفسَكَ

لو أنَّ المشهدَ محكومٌ بجلالِ المعنى

أو كان المعنى مُنْعَطِفًا من سدرتهِ العليا،

ويناديكَ –سعيدًا-: لبيكْ!

 

ما أوصَلني الآنَ لهذا

غيرُ حنينِ يتقصَّفُ من داليةِ الخمرِ

وما للخمرِ حضورٌ يا أبتي

لغتي أنَّ الشاعرَ في آخرِ تحكيكٍ للبنْيَةِ

حكَّ سؤالَ هويتِهِ في تعظيمِ الماءِ

وأنَّ الشاعر –منفردًا-

طاحَ بكفّيكْ!

 

 

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016