عطرًا فغا عند المغيب مساؤها
وصَفا بسانحة الحضور سماؤها
بَرَقت ثناياها ورقَّ عبيرها
وإلى لطيف الهمس خفَّ حياؤها
فيحاءُ ريا قد تَشَعشَعَ طيبها
شذوًا يهفهفه الرطيبُ حِباؤها
فاحتل لهفة موجَع في خافقي
وقد استباح جوارحي لألاؤها
فنبا بها مكر الجمال وسحره
وسرى بها حتى بدا إغضاؤها
فتوشحت إغفالها بتدلل
وتمايلت حتى استمال رخاؤها
فاسْترسَلتْ وتَجرّأت في طَيْشِها
وتَحايَلَتْ حتى اسْتَبَدَّ دَهاؤُها
وتشيح عني حين تأتي ضَحوةً
ويغيبُ في وضح الحضور هناؤها
لكأنها الإيضاح في إبهامها
أو راغ في إظهارها إخفاؤها
أخفيتُ عني ما يُرى من هجرها
ونأيتُ خشيةَ أن تُرى ظلماؤها
فسَللتُ عني رغبة في وَصْلِها
إما بدا من غَيها غُلْواؤها
فالحرف لذَّ على استدارة ثغرها
شهدًا يُمازجُه الرُّضابَ صفاؤها
فرشفتُ رشفة عاشقٍ منْ عاشقٍ
مُتلهفٍ حتى افترى إغواؤها
يا ليتها السُّقيا لمهجةِ ظامئٍ
يُهدى إليَّ مِنَ السُلافِ رُواؤها
وفهيمةٍ تُسدي الجهولَ بصيرةً
منْ نورِها شمسٌ أفاقَ ذُكاؤُها
غيداءُ نقشُ الحُسنِ يرسمُ رسمَها
ولقد حبا عينَ الفضاءِ ضِياؤُها
فتانةٌ يَهوى الرِّياضَ فُتُونَها
فترقرقتْ فرطَ الهوى أنْداؤها
الضوءُ بعضُ ملاحة وُصِفَتْ بها
والكبرياء اختال فيه فضاؤها
فشدا لها غريد قلب عاشق
وسما بنا عند اللقاء كِفاؤها
فكففت عني هجر أيام مضت
ورجاهُ لي كفَّ الجدى إحناؤها
___
25/10/2024
إرسال تعليق