-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية
  • جديد الموقع
  • جاري التحميل ...
  • جديد الموقع
  • قصيدة مُلاشاة / للشاعرة إيمان عبد الهادي

     

    كانَ حُلْماً نَرجسيّاً أو شِواشا

    جَلَّ في أرضِ المعاني أنْ يُعاشَ

    وانبلاجاً فائِقاً في عتمةٍ:

    حجَرُ النّردِ على الأعدادِ طاشَ

    وممرّاتٍ سيفضي كَشفُها... لمتاهاتٍ عِظامٍ تَتَغَاشَى

    ومُحيطاً عارِماً، مطّرداً

    أورَثَ الغيمةَ أرواحاً هِشاشا

    ربّما كانَ قميصاً أزرقاً

    فتَّحَ الأزرارَ في الشّمسِ اندهاشا

    أو فساتينَ من التّوولِ التي

    ثقّبتها الحربُ في روحِ نَتاشا

    مدَّ في جُرحي يَداً ثابتةً

    حينَ أهدى وَردَةَ الحُمّى رُعاشا

    وجرى فيَّ كنَهرٍ أعجَمٍ

    لم يُحطِّم  (جرَّةَ) الأسماءِ

    حاشا

    عَصَرَ الأحرُفَ في أحبارِها

    قشّرَ الأرضَ وجلَّاها خَشَاشا

    فثأ النّارَ فصارتْ شَهقَةً

    ولإبراهيمَ بَرداً وانتعاشا

    البُحيراتُ على إيضاحِها... البجعُ المسحورُ سمّاها غَبَاشا

    والمسافاتُ على إيماضِها... نجمةُ الأحلامِ آوتْها انكماشا

    لم نقُلْ إلّا: (وداعاً)، لمْ نَزِدْ

    في أقاصي جُرحِنا المفتوحِ شَاشَا

     (عانقيني -الآنَ- في أغنيةٍ

    سيّدُ اللحنِ لهُ أيدٍ عَطَاشى

    وانقضيني إنّني غَزْلُ الرّؤى

    وانسلي الصّمتَ فَيَنْحَلُّ نِقاشا)

    كانت الدّمعاتُ في حَضرتِهِ (أدْميرَالاتٍ)

    وكانَ الحُزنُ (بَاشَا)

    كلّما قتَّلتُهُ في فِكرةٍ

    أرجعَ السّيفَ إلى الغمدِ وعاشَ

    كلّما مزّقتُهُ في حُلُمٍ

    آلَفَ الأوراقَ، سوّاها فِراشا

    كلّما أحرقتُهُ مدَّ إلى العنقاءِ رؤياهُ وأعطاهَا رِياشا

    كلّما أسلمتُهُ تَلَّ يَدي... وبإسماعيل قد فَدَّى الكِبَاشا

    ترَكَ النّاسَ على صحرائِهم

    مُستبَاحينَ، مكاسيرَ، عِماشا

    دارتِ الأبوابُ في أقفالِها

    والشّبابيكُ أرادتهُ انخِداشا

    كانَ أسمى من يدٍ تنسِجُهُ

    وظِلَالٍ ضاعفتْ فيهِ القِماشا

    ردّهُ الماءُ لشلّالاتِهِ

    مسّهُ الضّوءُ فسوّاهُ فَرَاشا

    وتناءى... مثل خيطٍ مُحكَمٍ

    من دُخانٍ خُلّبيٍّ

    وتَلاشى 

    إرسال تعليق

    التعليقات



    جميع الحقوق محفوظة

    العهدة الثقافية

    2016