وأنا أتحدثُ للّيلِ
أضعتُ طريق البيتِ
واصلتُ إلى جهةٍ نائيةٍ لا أعرفها
أطلقت كلاماً من عينيّ
ورحتُ أغنّي
أفتح بابَ الغابةِ لأطل على شيءٍ يسمعني
لا أجد سوى الريح هناكَ تعلّقُ فوق الأغصانِ زهوراً خائفةً
وتمدّ يديها كسيوفٍ ناعمةٍ
تضرب رأس القمرِ
تقولُ: الليلُ كثيرٌ في الغابةِ
وأنا وحدي
أنصتُ، أَتحدّثُ
وأغني
حتى يُفلتَ صوتي!
وهنالكَ
لا يسمعني أحدٌ
أنظر نحو سماءٍ تتأرجحُ فوقي
فأحاول أن أعوي كالذئب لكي أسنِدَها
وأحاولُ
تتكسّرُ في حنجرتي
ما هذا المشهدُ؟
أسأل ليلاً يتسلى بالوقتِ
أملأُ وجهي بالماءِ
أواصل حتى أصل إلى جهةٍ نائيةٍ لا أعرفها
وأواصل كي لا أتوقفَ
أو يسكُنَني الصمتُ
وأسقطَ تحت الصمتِ
ما هذا المشهدُ .. هذا العالمُ ؟
تسألني شمسٌ أطفأها الليلُ
تُحاول أن تمسك بالعتمة كي تُشعلها
لكنّ الليل كثيرٌ في الغابةِ
وأنا وحدي
أعوي كالذئبِ
وأمضي في جهةٍ نائيةٍ
أعرفها
إرسال تعليق