جفّ منّي الدمع
في رثاء الصديق (إحسان الطيطي)
للشاعر د. إبراهيم الكوفحي
***
غيّبَ الموتُ أعزّ الصِّحابِ
ليتني عنْ عالمي في غيابِ
أظلمَتْ مُذْ غابَ دنيايَ، لا
أبصِرُ إلا وَحْشتي وعذابي
وغدا العيشُ مريراً، فكَمْ
مِنْ غُصّةٍ في مَطْعمي وشرابي
حوليَ النّاسُ..، تسيلُ سراباً
وحده كان سيولَ السّحابِ
كيف لا أبكي(أبا المجدِ..)
كان الزّهْرَ في وَسْطِ الفلا واليَبابِ
كان شَرْوى البدرِ حين يُضيءُ
البدرُ للتائه ليلَ الشِّعابِ
كيف لا أبكي صديقاً صدوقاً
كان دوماً كالدُّعا المُستجابِ
فجأةً.. يرحلُ دون وداعٍ
وعناقٍ ليطولَ مُصابي
هدّ جسمي الفقدُ والحُزنُ حتى
صرتُ عُوداً ناشفاً لاحتطابِ
جفّ منّي الدمعُ كَمْ رحتُ أسقي
مِنْ نجيعِ القلبِ طُهْرَ التّرابِ
أنا لا بدّ به لاحِقٌ، لو يُسرعُ
المَلْكُ بطيّ الكتابِ
موعدٌ ما بيننا لستُ ممّنْ
يُخلفُ الموعدَ رُغْمَ الصِّعابِ
يا صديقي مَلَكَ الموتِ، أقدِمْ
إنّ روحي سهلةُ الاستلابِ
حان واللهِ قطافٌ لها مِنْ
بعدِ(إحسانَ) لطولِ اكتئابي
لنْ تُعاني غيرَ بضع ثوانٍ
في استلابِ الرّوحِ منّي لِما بي
آهِ قدْ طالَ اشتياقي حِصانَ البرقِ
كي أرقى بخُضْر الثّيابِ
حيث(إحسانُ) على رَبْوة الفردوسِ يُومي..
هاهنا فادنُ بابي
هاهنا العيشُ الذي كان حُلْماً نرتجيه..
منذُ عهدِ الشّبابِ
كَمْ هجرنا شَجْرة الخُلد في الدنيا،
لنلقى اليومَ حُسنَ مآبِ
ليس أشهى منْ سماعِ مُنادٍ:
ادخلوا الجنّةَ دون حسابِ
أوبةٌ للدار.. أحببْ بها مِنْ أوبةٍ!
من بعد طول اغترابِ
لِمْ تأخّرتَ طويلاً، وقد كنتَ المُجَلّي
دائماً في الرّكابِ
ما تأخّرتُ بمَلْكِيَ، فاعذُرْ
واقبلنْ منّي اختصارَ جوابي
إرسال تعليق