في الأجواء ثمة ما يبشرُ بخير، ثمة ما يدفعك
إلى أن تبسط كفيك لتبلغ الأمنية، أن تتشجّر حدائقنا بما يليق بها، وثمة إرهاصات قادمة
بقوة حدوس الأشياء العالقة في مرايا التلقي، وفي الأجواء ثمة ما يفرحك وأنت
تتوكأ عصاك لتهرب من عزلتك الاختيارية.
أسس لذلك الامتداد الواعي الذي
تجلى، مساء أمس، في نادي الفنانين- إربد، وهو ينحاز لمفاتيح الرؤية الجديدة، المحمولة على جناحي الكلمة
واللحن، تماما مثلما أسس لفعل غير اعتيادي، أو لنقل فعل يكسر نمطية الرؤية، ومخالب
التكرار.
الأمسية التي أدارها الكاتب
الصحفي محمد العمارين، جاءت بتنظيم من منتدى مغناة إربد الثقافي والملتقى الحضاري
الثقافي، شكّلت في حِرفية تعاطيها مع الابتكار تقاطعات لافتة قادها الفنان نزار العيسى، وهو يضبط
طُرق الكلمة ومنحنيات أصواتها المهموسة على وتر الشبيه، هل التشابه ممكن؟، ربما
يكاد يكون كوقع المطر على صفيح متحرك، أو كوقع الضوء على شقوق الجدران، العيسى لم
يمرّ عابراً على بنية الكلمة وصوت الأداء، لكنه حاورهما بقرار الصورة الشعرية وجواب
الدلالة، وأوصلهما إلى قوس التشابه الذي انطلق من فضاءات النصوص التي قدمها الشاعر ناصر القواسمي، والشاعرة آمال
القاسم.
القواسمي تسلل إلى شرفات تطلّ على
الواقع، والقاسم اندفعت إلى الشرفات بفكرة الإحالة، القواسمي تأنسن مع المفردات،
والقاسم أعطتها شواردها، القواسمي نظر في ثياب الحكاية، والقاسم تفقّدت ألوانها،
القواسمي أصغى لحرير خيطها، باحثاً عن تفاصيلها كمرتكز أساسي للحوار الشفيف، فيما
نقشت القاسم سدرة الحكاية على سراج معراجها.
إرسال تعليق