تستمر رسالة ملحق أندلسيات الثقافية والفنية والأدبية، من خلال إصدار سادس
جاء متضمِّنا للعديد من العناوين والمضامين الجادة والهادفة، كي يؤكد مرة أخرى أهمية
وضرورة الحياة الإبداعية في زمن تغول التفاهة، على الرغم من شحّ الدعم المالي، كي
يُسجّل نظير هذا الصمود، استقلاليته واستمراريته، بفضل جهود جبّارة تبذل، في هذا
الصدد.
يرأس تحرير هذه الشرفة الإبداعية الواعدة، الكاتب والفنان المغربي، العربي
الحميدي كصوت استثنائي أغنى بإبداعاته الشعرية والفنية والبحثية، المكتبة الوطنية
والعربية على حدّ سواء، وقد افتتح العدد بمقالة إشكالية هامة عنونها:" هل لدينا نقد تشكيلي أم مجرد قراءة تشكيلية؟"، وبالطبع وراء
الأكمة ما وراءها، من خلال هذا السؤال العريض والصريح والمسؤول، من طرف قامة وازنة
خبرت المشهد الفني كما الأدبي، وأوغلت عميقا في دهاليزه الشائكة والمعتمة.
وقد وسّع دائرة
الضوء، في باب" زوم" من هذا العدد، المغربي يوسف اسونا، بمقالة قيمة جدا
تحت عنوان: "النقل الديداكتيكي في التجربة الصفية مفتاح النجاح".
كما كتب في الشعر،
المغربي العربي لمنيصري، وفي السرد، المغربي محمد الودير، وكتب الصفحة العامة،
العراقي الكردي عصمت شاهين الدوسكي، وكتب صفحة"فضاءات" عبد الله الزياني
من المغرب عن الأدب الإفريقي.
والأهم أن احتفى
العدد بالتجربة السردية للشاعر المغربي الراحل، محسن أخريف، من خلال صفحة"
قراءات" والتي كتبتها الدكتورة فضيلة التهامي الوزاني، دراسة وافية
عنونتها:" السرد بين توالي الأزمنة ووحشة الأمكنة".
مثلما ترجم الشاعر
المغربي محمد العرابي للشاعرة اليابانية شيزو أوكاوا، في هذا العدد.
واحتفت الصفحة
الرياضية باللحظة التاريخية التي حاز فيها أسود" شان2025"، ثالث لقب
قاري تواليا.
وأخير كتب" مسك
الختام" مدير تحرير" أندلسيات"، الشاعر والناقد المغربي أحمد
الشيخاوي، محتفيا بذاكرة الطفولة البعيدة جدا، منوّها إلى أدوارها في رسم ملامح
التجارب الإبداعية، كيفما كانت، ومهما أوغل الكاتب في العمر، نراه يعود إلى فصولها
الغائرة، بل إنه يغتدي أكثر حنينا إلى استثمار تفاصيلها المدفونة، كلما تقدم به
العمر أكثر فأكثر.
يُشار إلى أن"
أندلسيات" تصدر عن موقع عناقيد الثقافي.
لوحة غلاف العدد للفنان العربي الحميدي.
صمم الغلاف ونسّق متنه أحمد الشيخاوي.
إرسال تعليق