-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

كلام في الشعر والنثر/ الشاعرة سميرة بن عيسى

سميرة بن عيسى

إذا كان التخلي عن الوزن في قصيدة النثر هدفه التحرر والتخفف من عبئه، لأن هناك بعض المواضيع الحديثة تتطلب حرية أكبر للكتابة عنها، لكن عندما نلاحظ خصائص قصيدة النثر حسب الذين حاولوا التنظير لها من شعراء ونقاد..، نجد أن أغلبهم اتفق على الإيجاز والتكثيف ،إضافة إلى خصائص أخرى، والتداخل بين النثر والشعر فيها يكمن في أن قصيدة النثر مادتها النثر وغايتها الشعر، الآن نعود للتكثيف الذي يعني طرح أفكار كثيرة بجمل قليلة بعيدا عن الحشو والإسهاب، والإيجاز الذي يعني عدم التطويل كما كان سائدا في القصيدة التقليدية، إذن أين الحرية التي كنا نودّ الحصول عليها كشعراء يفرّون من ضيق الوزن لرحابة النثر؟.

ربما القصيدة التقليدية القديمة كانت ستعبر إذن عن ما نودّه بشكل أفضل لمساحتها الأكبر ، التكثيف معيق جدا، الإيجاز كذلك..،(لذلك نلاحظ عدم التزام كتابها بهذه الخصائص)، أين الحرية التي تتطلعون إليها!، هل هي في إلغاء الوزن فقط؟، مع أن البعض لم يستطع للآن تخيل نص شعري دون وزن، فراحوا يبحثون عنه في الموسيقى الداخلية للنصوص النثرية.

قد يساء فهمكم يا شعراء النثر،بأن عجزكم في كتابة نص موزون هو السبب،وليس البحث عن الحرية التي تنشدونها لمسايرة نواميس الكون والتطور الذي تحتاجه التجارب الشعرية الحديثة.

مازال هناك الكثير من القيود التي تثقل كاهل النص،الذي من المفروض أن يحمل الكثير من خصائص النثر وأهمها حريته من أعباء الشعر .

ربما يساء فهمي ويعتقد القارئ أنني ضد التكثيف أو غيره، لكنني لست ضد أي شيء، أنا أتساءل فقط وسط هذه الحيرة، وأجزم أنه للآن لم يدرك هؤلاء كيف يؤسسون لقصيدة النثر كما تستحق.

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016