إربد- العهدة الثقافية
تبدأ الحكاية من الطفل، نموه، هاجسه، تحولاته، إشراق حدسه في عالم طارئ، هي حكاية البحث والاتصال بمكنون الداخل غير المرئي، تتسع الرؤيا حين تضيق المساحة، لهذا تتهيّأ السبل محمولة على جناحي فكرة، أو مدفوعة بالتوجّس من الانتظار، أو متصلة بإيجاد أسلوب لخوض غمار الفكرة وتحولاتها.
بهذا الفضاء وتجلياته، وقف الممثل والمخرج والكاتب المسرحي محمد بني هاني، على عتبة البحث عن سياقات فنية تتساوق وما يتطلع إليه ويتبناه، فأخذ زمام المبادرة في قاعات الدرس، وفي ساحات المدارس ومنصاتها المسرحية، تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً، لأن أهمية المسرح المدرسي كما يعدّه حلقة من حلقات التعليم في تكوين شخصية الطفل والنضوج بها سواء إنسانيا واجتماعيا وتربويا وثقافيا وفنيا وعلما.
رفد الكاتب بني هاني مكتبات المدارس ورفوفها وذاكرة طلبتها، بباقة من أعماله المسرحية التي نالت التقدير، وساهمت في بناء شخصية الطلبة، حيث أصدر في هذا المجال، كتاب " نصوص هادفة"، وكتاب " الطريق إلى المسرح"، الصادران عن دار الكندي في إربد، إلى ذلك كتب العديد من المسرحيات التي تداعت إلى البحث عن طرق التفكير والاتجاهات لدى الطلبة.
وفي مسار رحلته الفنية، واكب الكاتب المسرحي بني هاني، تأسيس أكثر من إطار فني، منها: فرقة الربيع الفنية، فرقة المسرح في كلية مجتمع حواره، فرقة سنابل الشمال الفنية، كما حفلت سيرته الفنية بعضوية العديد من الهيئات منها: منتدى إربد الثقافي، اللجنة الثقافية والفنية للنادي العربي في إربد، فرقة مسرح الفن، وعضوية رابطة الفنانين الأردنيين سابقاً، ونادي السينما، مشرف على النشاط الفني في نادي الطفل التابع لبلدية إربد الكبرى.
وشارك بني هاني بالعديد من الأعمال الفنية، منها: مسلسل أمور عائلي، ضلال الدروب، السوط والوصية، ولا للضياع، ومسرحية المنحوس. إلى جانب العديد من المسرحيات التي كتب نصوصها وأخرجها ومثل في مشاهدها.
وحصل بني هاني على العديد من الجوائز وشهادات التقدير والدروع من القوات المسلحة والدوائر الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، إثر مشاركته بالعديد من الاحتفالات الدينية والوطنية.
مؤخرا أصدر الكاتب بني هاني كتابه الجديد «نصوص مسرحية للمسرح المدرسي» واشتمل الكتاب الذي يقع في 120 صفحة من القطع الكبير، على عدد من المسرحيات التي تعنى بالمسرح المدرسي، ، جاءت في ستة نصوص اجتهد على إعدادها في المسرح المدرسي وهي: "مسرحية أين أنت يا دينار» وهدفها من أين جاءت كلمة الدينار وزمنها، ومسرحية من «أين أنت يا تلفون" وتعالج مشاكل الأجهزة الخلوية والإزعاجات التي تحدث نتيجة ذلك ومسرحية «أين أنت يا زمان» وتتحدث عن الصدق بالتعامل أيام الزمن الماضي ومسرحية تحمل عنوان «أين كل شيء» تتحدث عن الظلم الذي يحدث نتيحه الخطأ، ومسرحية «محكمة العدل» وهي مسرحية كوميدية هزلية تبين أن القوي يأخذ حقه والضعيف يذهب حقه، بالإضافة إلى مسرحية «أين كاسة الشاي» وتتحدث عن جريمة قتل لأحد الطلاب خارج الوطن.
بقي من نافلة القول، أن نؤكد على ديمومة الفعل الذي بدأه الكاتب المسرحي محمد بني هاني، وأحقيته في الانتشار، وتسليط الضوء عليه، فهو وإن كان انزوى كحال الكثيرين من المبدعين، إلا أن صدى ما قدّم لا زال عالقاً في ذاكرة الأجيال، فهو شمولي الطبع، متوقد الذهن، مرتبط بالهموم التي حاول تفكيك رموزها، كلّ ذلك كان في نسيج مسرحي فاق كثير من توقعات مجايليه.
إرسال تعليق