مُعاتبتي والفاتناتُ جوارحُ
وهنّ لهنّ المطرباتُ صوادحُ
إلى أيِّنا إمّا ارتضيتِ مِنَ المُنى
ونحنُ بأفئدةِ الرجاءِ نُصافح؟
أيا نورُ قد أفضى السرورُ بفيضهِ
وَسَادِنُهُ سِرَّ المسرةِ فاضح
فيا قلبُ مَن مِنَّا تَعلَّتُه العَنا
ورَبُّ السَّما صَفوَ المودةِ مانح؟
ترانيمكِ الولهى صلاةُ تَبتُلٍ
وقد رَغِبتْ إلا إليكِ تُصابح
فأودعَ قلبي دفءُ قلبكِ فَوْحةً
وفي مَعبدِ النَّجوى شذًا بكِ فائح
سراجُكِ وهاجٌ يُضَوِئُ ظلمتي
وصوتكِ مِبهاجٌ وسِحرُكِ سابح
هُتافُكِ حسونٌ يُغردُ عشقَهُ
وفوق شَغافِ القلبِ يَصهلُ جامح
فمن وجنتيكِ الضَّوْءُ يقطفُ حسنَه
وفي نجمةِ الإصباح مِنكِ مَلامِح
أيا نورُ ذي أرضي وذا وطني بِهِ
لغَا الوغدُ حين استَوْجرته نوابح
فأودى بهِ غدرًا غباءُ مُتاجرٍ
وعاثتْ به ما تَستبيحُ جوائِح
وساقٍ سقى التاريخَ حنظلَ خائنٍ
وساقَ إلى ذبحِ الكرامةِ ذابحُ
إلامَ دُروبُ الموتِ تَزفرُ غيظَها
بأكوامِ عَظْمٍ في الفِجاج تُنافح؟
وأنفاسُ قهرٍ تغتذي بلهيبها
وسافيةُ الجوعى لظىً ونوائح
شتاتٌ شتا فوق الذُّهولِ وأوحلا
وتحتَ عويلِ النازحاتِ أباطح
أيا نورُ هذي النازلاتُ عَمِيَّةٌ
وأبصَرُنا بالتافهاتِ يُناطح
فسامَ السلامَ المستحيلَ وَضاعَةً
فأردفَه الويلاتِ كَبشٌ رادح
وحيدةَ مَحزونٍ تأوَّدَهُ الجَوى
إلى أيِّ مَزعومٍ سَعى بكِ سافح؟
حنانيكِ في حرفي وريفُ نسائمٍ
إليكِ ومن جَوْفِ الحُشاشةِ راشح
ومنكِ حروفي ناشراتُ قصائدي
ومِن شَذوِ شِعري تستطيبُ روائح
_____
6/1/2022
إرسال تعليق