أَنصَفتُ نَفسي بَعدَ طولِ خِصامِ
وَمَنَحتُها قِسطًا مِنَ الأَحلامِ
*
وَفَّرتُ نُصحي واحتِدامَ تَشَوُّقي
وَعَزَفْتُ عَن خَوضي عَتِيَّ ضِرامي
*
وَمَلَأتُ أَكوابَ الحنينِ تَخَيُّلًا
وَقَلَوْتُ آهاتي وَنارَ هُيامي
*
لَم يَبْقَ من عُمُري الكثيرُ، وآنَ لي
أَن أَستَريحَ بِقابِلِ الأَيّامِ
*
وَأَطوفَ آفاقَ السَّعادَةِ مُشرِعًا
بَوّابَةَ الأَنفاسِ لِلأَنسامِ
*
لَن يستَطيعَ الحُزنُ لَيَّ عَريكَتي
أَو يَستَطيعَ الهَمُّ مَسكَ خِطامي
*
لَن يَستَبيحَ الوَهنُ رِفعَةَ هِمَّتي
أَو يَستَبِدَّ بِخُطوَتي إحجامي
*
أَنا واهِبُ التُّفّاحِ حُمرَةَ خَدِّهِ
وَمُلَوِّنُ الأَزهارِ في الأَكمامِ
*
وَمُرَوِّضُ الأَمواجِ وَقتَ جُموحِها
وَمُرَقِّقُ الصَّرَخاتِ في أَنغامي
*
أَرخى لِيَ الإعصارُ صَهوَةَ ظَهرِهِ
وسَمَت تُنادِمُني ذُرى الآكامِ
*
وَتَقاطَرَت أَسرابَ طَيرٍ أَحرُفي
رِسَمَت مَواكِبَها ظَليلَ غَمامِ
*
يا غَيْمَةً عَبَرَت تَجُرُّ جَفافَها
ما عُدتُ ذاكَ المُستَفَزَّ الظّامي
*
في القَلبِ أَنهارٌ تَمُدُّ قَريحَتي
بِرَوائِعِ الإِبداعِ والإلهامِ
*
وَتَفيضُ بِالأشعارِ حِبرًا أَخضَرًا
يَجري بِسُقيا الحِسِّ في أَقلامي
*
يا نَجمَةً مَرَقَت تَجُبُّ ضِياءَها
سَيَشُقُّ فَجرٌ مِن رِداءِ ظَلامي
*
والشَّمسُ مِن روحي تَبُثُّ شُعاعَها
لِيُضيءَ مَلعَبَ عَدوِها المُترامي
*
أَنا مَن أَتاهُ السِّحرُ يَجثو عِندَهُ
يَرجوهُ ذِكرًا في شَفيفِ كَلامِ
*
أَنصَفتُ تاريخي وَسِرتُ مُباعِدًا
عَن لَوعَةٍ وَتوَجُّعٍ وَسَقامِ
*
وَهَدَمتُ بابًا كُنتُ فيهِ مُرابِطًا
مُتَرَقِّبًا تَجتاحُني أَوهامي
*
لأُعيدَ في نَفسي سُمُوَّ عَزيمَةٍ
مَزهُوَّةً، يَحدو بِها إِقدامي
.
تحية كبيرة لأخي الحبيب الشاعر القدير أحمد الخطيب
ردحذفالموقع يحتفي بإبداعك شاعرنا الكبير
حذف