باب الضحى أحمد الخطيب
وكان المُضيفُ يرمِّمُ بيتاً قديماً
ولا أدّعي غيرَ ما يُنبِتُ الله
في باطني من فتوح الغرام
وخلف النهاياتِ أمري
وخلف النهاياتِ سرُّ المكوث على تربةٍ
كنتُ أنجزتها من دم الرابيةْ
ونصفي على الريحِ كان يدبُّ
كما حالتي بعدَ نومٍ ثقيل
وكنتُ أغرّرُ بالموتِ
أبني له ما أرى من جموح الحياةِ
ولكنه في الحديقةِ صار مناخاً جديداً
أعدتُ له غيمةً
كان أعطبها ساحلٌ مفرغٌ
أنا الآن منهُ
إليهِ
ومع ما يراهُ
وأرفدُهُ بالطيور
أسوّي يديهِ على لوحة الغيبِ
تُجلى الجباهُ مِنَ النُّور
ثُمَّ إذا ما دنا من رياحي
أمُرُّ على بابهِ
والضحى منهكٌ من نقير
الطبول
وَلَمْ أَنَم الليلَ
فيما الندى كان يعلق بالعشبِ
فوق مساحتهِ الراهنةْ
والضحى في المدينةِ ينمو
وكان سليلُ الغيوم التي جاورتنا
_ ونحن يتامى _ يسوِّغُ محراثهُ
كي يعيد حياة الحقولِ
دخولي إلى الموتِ مُسندْ
دخولي إلى القبرِ مُسندْ
دخولي إلى سيدي في المسيرةِ مُسندْ
أنا مسندٌ باختصاص العطايا
شربتُ من الكأس ما لا يُرى
ولي خيمةٌ في الحلولِ
ولما تزيَّا لهُ مُمكنُ الفتح
رسْمُ الوجودِ
وألبسَهُ الله نورَ الحقيقةِ
في البدء كان
وكان الحجابُ كثيفا
ستأتي الصفوفُ صفوفا
ملأنا الرسومَ على جُدُرٍ هالكاتٍ
وكنا نؤثِّثُ في البيتِ أسماءه
رأينا الفتوحَ على بابهِ
مثلَ باب الضحى
رأينا الصعودَ إلى الشمسِ
مفتاحهُ بالبهاء
وأوْفَدَنا بالسلوكِ ندامى إلى بابهِ
نحن صفوةُ أترابهِ
مكثنا هنا في عيونِ الترابِ
وقلبي رسولي
تريّثَ مثلي
على صفحةٍ من ندى
وانطوى في الوجودِ
فحَقَّ كلامٌ عن الروض
في السرِّ، سرٌّ وأخفى
تريّثَ في بطن حوتٍ
وكان سبيلَ الطيور إلى سدة الحبّ
بحرَ الخلاص المُسمّى وجوداً
ومأوى الإحالةِ في ظاهر الوردِ
نورَ البطون المُصفّى
وما كان غير التراب دليلي!!
إرسال تعليق