أيلول موسى صالح الكسواني
أول أيلول رفُّ حساسينَ
يودع أوجاعاً كانت سوداء
أول ليلٍ كان عريساً يتباهى
تفترُّ مساماتُ الورد المتهيج داخل معطفه
وتَزيَّنَ
بلَّوْرُ المرآةِ برقصة إيزيس
والحسون المُتعرِّقُ
ظلت ترجف نشوتُه حتى
آخر غَلَس الومض النائسْ
فاسترق اللذة
من سُرّة ليلته الحمراءْ
نام على غصنٍ نَهِمٍ
تسبح فوق مباهجه
نسمةُ صبحٍ باسمةٌ
ويُغطيهِ الأخضرُ في فلْقٍ ناعسْ
ماذا يعني للهمس الآسرِ
أن يتجاسرَ حتى يأتيكَ
ملاءَ الرغبةِ من غير دِثارْ؟
يحملُ فوق جناحيهِ
سلالة مرح كنعاني
يتقافزُ
أم تثقله سكرة أولى ليلاتك يا أيلول
بعضُكَ مثقالُ كثيرٍ من أعوامٍ أخرى
يا شهر حبيبته تتعالى فيك الرغبة
يا أيهذا الآنقُ في زهو بروج ماجنةٍ
تتحدى فيها هوَجَ الريح
فالعيس تضيء أيا آلاءَ الله
وتُسقَى من لبن الشمس نبيذاً
وتؤول إليكَ
لترشف من سِحْر أغانيكَ
على رقراقٍ عاجيّْ
يتأوهُ مِبسَمُ عاشقةٍ
في ظلكَ حين تغيبُ
وحين تؤوب
يتلوى الحرف الممهورُ على شفتيها
كَمِهَ القلب المتشاكلُ
في جنبيه جنونا وحنين
أيلول تصبَّرْ
فالفتنة ناعمةٌ
تسرق من عينيك فِراشاً كي تغفو
فامددْ عطفيكَ إلى عِطفيها
واشربْ نورك من خديها
كأسُكَ ملأى
أقداحكَ أحداقٌ حائرةٌ
تُبصِرُ إسرافك فيها
فاشربْ
نحْبَ تواصلكَ المستجلي إشراقكَ
منذ اخترع البدءُ طلاوةَ بدأتهِ
حتى آخرَ قطفةِ عشقٍ
تشهقها سامراء
فشفيعُكَ أنك سوريٌّ
يا أيلوليَّ الوجد
وقارعَ ناقوس المجدْ
أيلولُ استرجعتَ حبيبتكَ المفقودةَ
منذ احترقت أنفاسُك
يوم اغتال شذاه الشهد
جاء زمانُكَ
إذ أغواكَ حلولك
في جسدٍ ممراعٍ
يُخصِب فيه جمالُ الغد
الآن تصفق أفراحك فوق جنوح الريح
فلا تأسَ على أسودِ ما كانْ
واستوهبْ
مما وهبَ الربُّ حناناً
وافرشْ أخضرك الحاني لقلوب جوعى
واشربْ
قارورة ما استوحى إبحارُك
في دلع الجزر
وولع المد
وارقصْ
ما شاء لك الرقص على سعف النخلِ
وفوق شفاه الورد
إرسال تعليق