قصتان / سمير اليوسف
عاصفة الصمت
على باب المدينة المحصنة بالأسوار العالية، والأسلاك الشائكة المكهربة... قدّم له حارس البوابة صندوقاً صغيراً وطلب منه أن يسقط لسانه فيه... وناوله ورقة كُتب عليها رقم الصندوق ليستطيع استرداده عند الخروج... تاه في طرقات المدينة.. وضع اصبعيه في أذنيه حتى لا ينزعج من صمت الحديث... خرج من الطرف الآخر من المدينة.. دون لسان...
المغيب
الساعة الخامسة مساءً.. كان قرص الشمس يتدحرج نحو الأفق البعيد..
وهو يجلس ساهماً يبحر في ضجيج الصمت.. وحمامة ترقد على بيضها في أعلى الشجرة تهدل
لحناً غروبياً... أغلق الباب خلفه متجهاً نحو المغيب... يسأل في طريقه: هل رأيت
غدي؟ ويأتيه الجواب من بعيد... لقد رحل نحو قرص الشمس... نحو المغيب.
إرسال تعليق