-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

ماذا أسميك،،،،،؟ خليل عودة

سأحرر الأنوثة من ألفها المقصورة وتائها المعقودة ومن أنوثتها وفتنتها وأشواقها وأحرر الكلمة لتعود إلى أحرفها الأولى، والجملة سأحررها من كلماتها وأحرر المجتمع من عقده الاجتماعي وعرفه وعاداته وقيمه، سأحرره أيضا من حضارته ومدنيته ومن عمرانه وفنونه وثقافته، سأعيده إلى إنسانه الأول إلى براريه الأولى وحيوانه الأمثل، سأحرره من إنسانه ليكون حرا وحرا وحرا سأعيد هذا الوجود إلى بهائه الأول، وفوضاه الأولى إلى سديمه الهائم إلى جزيئاته الأولى وذراته، إلى الكتروناته وبروتوناته ونيوتروناته حيث لا جذب ولا عناق ولا كهرباء ،، إلى اللامعنى إلى نقطة اللا التقاء، إلى رملة في السماء لا تمّحي أميّتها بعناصر غيرها.


سنولّد من هذا البهاء الأعمى نقاط اللاإلتقاء حضارة لا أنثى فيها ولا رجولة سنعود إلى الرمز والإشارة فلا كلمة ولا أنثى ولا حضارة ونعود إلى غيمات السديم الأول إلى العماء الأول حيث الهيدروجين غني بذاته والأكسجين بانتظار شرارة ليشعل الوجود، لا عشق بين الأكسجين والهيدروجين ،لا ماء لا عدم.


  الوجود فاقد لحواسه، عالَم فذ، فرد، لا ينجذب لذاته فكيف حاله مع غيره لا حياة لا موت ولكن كمون الانفجار الأول، ليتحقق الوجود والعدم والتقابل والتلاصق والسالب والموجب والاعتدال، حياة بدائية أولى لا تقرّ بالآخر ولكن بعد انفجار هائل،،،،،،، أرأيت ،،،، البداية انفجار صاعق ليكون التلاقي، بل لعلّه يرى الآخر ويعترف به وينشد لقياه ويتمناه، فطرة البداية التي لا حاجة لها بالماء، فلا زال العطش غير مدرك للوجود، لا معنى للعطش لا زالت حضارة الماء مبكرة، لا زال الوجود والرمز والتفكك سيد الحضارة وحاديها، لم يأذن الله (إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، قال إني أعلم مالا تعلمون، وعلم آدم الأسماء كلها) الاسم بداية الحياة ومعنى الحضور، والاسم دلالة الحياة وشوق المعرفة والاسم هو الآخر، وهو حضور الغائب وشوق المتبتل وقيام الناسك والانفجار الثاني بعد بدائية عمياء.


  ثم هذا العقد ما بين الله والإنسان، والطرف الآخر،،،، الشر المطلق،،، ،الشيطان، أول عقد يبرم ما بين العبد والمعبود، ستخطئ يا عبدي، لا بأس، لا بأس توبتي جاهزة، ضعيف أنت يا عبدي،،،لكن توبتي، أقرب إليك من نفسك توبتي بقلبك، لمجرد أن تذكرها، ستعود نقيا ونظيفا وجاهزا للعهد الذي خلقتك من أجله.


عبدي،،،،، لا تحدث ما لا يمّحي، عبدي لو كانت ذنوبك ملء الأرض لوسعت مغفرتي ذنوب أهل الأرض، ولكن إياك أن تُحدث فطرة غير فطرتي .

 خلقتك؛ إنسانا خلاياك تشهد بوحدانيتي، الهواء الذي تتنفسه يشهد بوحدانيتي، السماء والنجوم، التراب والماء.

 )شهد الله أنه لا إله إلا هو)، وشهادة الله لنفسه العلية تشهد مخلوقاته على وحدانيته خلقا وفطرة عبدي هذا التراب أصلك، وهو غذاؤك ومقرك وأنت لا محالة إليه آيل، فلا تفسده فتفسد حياتك.


 عبدي هذا الماء حياتك لا تدنسه برجس خطاياك فتعاجلك الأمراض والرزايا .

 عبدي هذا عمرك بين قوسين، قوس الرحم، وقوس القبر، فتدبر ما وسعك أمرك.وستعود إلي عاريا من كل شيء إلا ما فعلت

 

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016