الحلقة السادسة :
راح هذاك الزمان بناسه ، وجا هذا الزمان بفاسه
من الموروث الشعبي لأمثال بلاد الشام (من التراث
العربي)
حلقات أسبوعية يكتبها مطلق ملحم
الفروقات كثيرة وحاضرنا مختلف تماماً عن ماضينا فلقد كان عصر أجدادنا وآبائنا جميلاً بما يحمل من القلوب الطيبة والتعاون ومساعدة الآخرين وكانوا أسرة واحدة لا يفترقون، أحزانهم واحدة وافراحهم واحدة، فما أروع وأجمل ماضينا وتطور حاضرنا وكثرة الملهيات فيه، فلقد أصبح الناس منشغلين لا يعلمون عن أحوال بعضهم البعض إلا في المناسبات المفرحة أو أحد صدمات الوفاة، لكن حاضرنا مزدهر بالعلم والتكنولوجيا، ففي ماضينا جوانب جميلة،
وفي حاضرنا أيضاً جوانب جميلة، عندما نسرح في بحر الذكريات.. نتذكر تلك الأيام الخوالي الجميلة الصافية المتمثلة في بساطة العيش وراحة البال وصفاء النفوس.. يجذبني الحنين إليها بقوة، كانت الحياة في الماضي تسير بسلاسة..حياة يحيط بها: الهدوء.. المودة والمحبة الصادقة..الأخلاق الحميدة.. وكل ما هو طيب كنا نلهو ونلعب سوياً مع أبناء الجيران .. والكبار يجتمعون، الأمهات في بيت ، والآباء في بيت، بكل مودة وحب صادق وسرور.. زمان كانت أمور الزواج ميسرة وقليل العنوسة رغم البساطة في العيش. وقول ابن تيميه رحمه الله: النفوس كـ الزجاج إن لم تكسرها خدشتها، هناك ما هو صافٍ صفاء الشمس، ما يعيبه سرعة كسره، وما يميزه أن الكل يستطيع الرؤية من خلاله، فأصغر حجر كفيل بكسر ذلك الزجاج، وهناك ما هو معتم لا نستطيع الرؤية من خلاله، فلماذا؟
أصبحنا نعيش في عالم حذفت من جذوره القيم والاخلاص، ليت صدورنا تتسع ما اتسعت من تلك البحار لكننا مثل موجها الثائر أحياناً نلتهم من يقترب منا، وفي هذا الزمان قلوبنا وأحاسيسنا وعواطفنا هي التي أصبحت مختلفة عن ماضي آبائنا وأجدادنا، وأصبحنا نبتعد عن الخير ونعلل ذلك لانشغالنا بأمور الحياة، وأصبحت وسائل التكنولوجيا هي رابط التواصل بين الناس،
أما في الماضي فكان الجار يسأل عن جاره كل ما مر وقت ولم
يره، ويقدم الجار لجاره حاجته، ولكن أفعال الناس بالحاضر غيرت النفوس الطيبة التي
كانت تحنو على الجار القريب والغريب، ولعلنا نسأل أين ذهب ذلك الزمان بأهله
الطيبين المتحابين المتعاضدين يد بيد، إنه زمان الخير والبركة والمحبة، وجاء هذا
الزمن الحاضر بصفاته النافرة وتواصله المتعثر، تصرفات لا تنمي عن روح الآباء
والأجداد، حيث كان الإنسان لا يفكر بنقص طعام أو شراب، وعلينا أن نكون يقظين نهيأ
أنفسنا للمستقبل الذي نجهل ما يخبئه لنا من مر الحياة أو حلوها
----------------------
إرسال تعليق