قصة
قصيرة
عاد
سليم من السفر كغيره من المغتربين في فصل الصيف، وكان قد اعتاد وهو ذاهب إلى
المسجد أو عائد منه أن يمر من أمام بيت ابن عمه أحمد الذي كان يصر عليه أن يدخل
لشرب فنجان من القهوة، فقد اعتاد أحمد الجلوس في فناء المنزل تحت شجرة التين،
وفعلاً كان سليم يستجيب لدعوته، فيجلسا في ظل الشجرة ويتبادلا أطراف الحديث عن
الحي وساكنيه.
في
زيارته الثالثة لبيت ابن عمه كما العادة قُدِّمَ له كأساً من العصير تَبِعَهُ
بفنجانٍ من القهوة، لكن خلال هذه الزيارة، حدث أمر
مهم، لم يدر في خلد ابن عم سليم ولا في خلد سليم نفسُهُ أن كأس العصير الذي قدم
لسليم كان دافئاً، فاعتذر عن شربه بعد أن تذوق الرشفة الأولى وقال في نفسه لعل بيت
الرجل بدون ثلاجة وليس هناك ماءً بارداً لعمل العصير.
وعندما
جاء دور تقديم القهوة لاحظ سليم أن الشاب "ابن أحمد" الذي قدم القهوة قد
أدار صينية القهوة باتجاه سليم ليتناول فنجان القهوة هذا بعينه ولا يتناول الآخر،
لأن القهوة الساخنة يجب أن تقدم لأبيه حتى لا يشعر بالحيلة التي تديرها زوجته,
فافترض سليم حسن النية وتناول الفنجان الذي يريده الشاب أن يتناوله، ولما ارتشف
رشفته الأولى وإذا بفنجان القهوة قد صنع بالماء البارد، فسأل ابن عمه عن قهوته إذا
كانت ساخنة أم فاترة فأجابه بأنها ساخنة.
فهم
سليم الرسالة أن تقديم العصير دافئاً والقهوة باردة حركات ذات مغزى، وأدرك المعنى،
فهي تعني أن الزائر شخص غير مرغوب فيه، وأن هذه الزوجة لا تحب الضيوف، فخرج على
الفور متعللاً بأن أحداً بانتظاره ودون أن يخبر ابن عمه عما حصل من زوجته خرج ولم
يعد.
يبدو
أن هذا السلوك قد اخترعه بعض خبثاء العرب فصار من عاداتهم. أقصد من عادات بعض
الخبثاء
إرسال تعليق