على باب قصيدةٍ صوفيَّة رأى ابنَ الفارض.
قال له: حدِّثني عن الشِّعر يا سيّدي.
جاءَهُ صوتٌ كأنه الندى على فم وردة:
- تحبُّ الشعرَ أيها الشاب؟
- نعم.
- أغمضْ عينيكَ، وتخيَّل ما سأقوله لك.
أغمضَهما، فأكملَ ابنُ الفارض:
- كلُّ الطُّرقِ تذهبُ في اتجاهٍ واحد يا ولدي، بينما الشِّعرُ
طريقٌ في كل الاتجاهات! حتى إنه يأخذك للسماء، ولما خلفَ الزمن! تصوَّرْ طريقاً من
هذا النوع. هل تصوَّرتَهُ؟
ردَّ الشاب بخجل:
- لم أستطع، للأسف لم أستطع.
شعَّ وجه ابن الفارض ببريقٍ ساحر، وأتى صوته:
- إنه شيءٌ صعب، إنْ لم تكن تتقن فَتْحَ الأبواب.
حائراً تمتمَ الشاب:
- الأبواب! لا أظنُّك تقصد أبوابَ البيوت.
- طبعاً لا أقصد هذه يا ولدي. أغمضْ عينيك مرةً أخرى، وتخيَّلْ هذه
الكلمات: الشوقُ باب، النورُ باب، الترابُ باب، عشبةٌ صغيرةٌ على كتف صخرة باب.
عَجِزَ الشاب عن التخيُّل، فتحَ عينيه، فلم يجد ابنَ الفارض! وجدَ
سحابةَ نورٍ تبتعد!
إرسال تعليق