-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية
السبت 12 أبريل 2025 م / 13 شوال 1446 هـ  

آنست نارًا / الأديب خليل عودة

 

 

هذا الجمع ما بين النار والإنسان مدهش، بل يصل إلى حد التلازم والضرورة

علماء الحضارة الإنسانية يرون في اكتشاف الإنسان للنار نقلة نوعية، بل مرحلة تاريخية تخرجه من وحشيته إلى آنسنة النار وحسن التعامل معها،  وضبطها لصالحه وتمتعه بها واستخدامها في صراعه مع أعدائه وتطويرها إلى ما نراه الأن من قنابل ومتفجرات وصواريخ، بالإضافة إلى التصنيع المدني الذي لا تعمل آلته إلا بالنار

(الإنسان أسود رأس ) هذا المثل يختصر حركة الشر التي تمثل الوجه الآخر من فضوله لاكتشاف عتمات هذا الممر السري للاكتشافات، الحافل بمفازات لا تنتهي دائما إلى آنسنة تلك النار بل إلى التهامها له وقودا لها

الإنسان المخلوق من ماء وتراب  سيحتاج إلى نسبة من دفء ونار لتشكله  وليصبح إنسانا،

زيادة نسبتها واقعا تفسد خلقه

ومجازا تفسد حياته،

لكنها شريكته التي لا مفر منها على الأرض

ابليس الذي خلقه الله تعالى من نار ليكمل حياة الإنسان، أهميته تعادل بالنسبة للإنسان ما  يعادل النار،

مفيد بنسبة، وضار ومفسد إذا ما انتقل الإنسان مجازا من فطرته الإنسانية إلى طبيعة وفطرة إبليس،

ابليس نفسه على قدرته الهائلة ( بم تحمل النار من طاقة وقوة ونفوذ وعلم وسطوة) لم يتمكن من تجاوز هذه الفطرة ليتقبل أو يقترب قليلا من فطرة الإنسان

فكان هذا النكران والكيد والرفض  لقبول الأنسان برفضه التلقي من الله  بما يخص الإنسان،

بمعنى أن فطرة إبليس هي الفطرة الوحيدة الممانعة والرافضة (على ضرورة وجوده، وأهمية ماهيته مثل النار بنسبة معينة للإنسان)، بعكس كل السنن الكونية التي خلقها الله للإنسان لتكون له عونا وخدمة لوجوده على الأرض، 

(ابليس ،النار ، الشر ) الذي فقد قبول الإنسان واحتكم إلى النار  لا يعالج بالماء فقد اقتضت سنة الله الملازمة ما بين النار والماء لتكون الحياة، ولا تكون الحياة ألا بهما وبنسبة تقتضيها السنن الكونية،

إذن كيف للإنسان أن يتمكن من النار  وإبليس والشر  ،،؟

حاول الإنسان معالجة هذه المعادلة بما يمتلك من معطيات  (العقل والإرادة  ) لكنه كان يفشل لغلبة النار على طبيعته مما يجعله يحترق بنفس النار التي اجهضت بنيان منازعه من الناس على الأرض

معادلة :

 إنسان؛ إرادة ، عقل ، نار (أو ابليس ، او الشر)  لا يمكن للإنسان مهما سمت وعلت إنسانيته أن يحل هذه المعادلة بعيدا عن كلمات الله وهداه، وهي المقدمة الأولى التي طمأن الله بها آدم عندما نزل على الأرض (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم)

 صدق الله العظيم

غزة تعالج الشر الكوني المتمثل في أميركا والكيان الصهيوني والغرب والشرق والعرب بما تملك من كلمات الله العليا المنزلة على رسله معنى بتمثلها ومبنى بإقامتها واقعا على الأرض

التعليقات

إرسال تعليق



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016