موقع: ضفة ثالثة
مع البدايات
ما بين بدايات معرفتي برواياته، مطلع الثمانينيات من
القرن الماضي (العشرين)، في سنواتي الجامعية، من خلال رواية "ثلج
الصيف"، ثم رواية "السجن"... وروايته "جرماتي"... التي
هزّتني بشدّة، وكذلك ملحمة "مدارات الشرق"، بأجزائها الأربعة التي دخلت
قائمة أفضل مئة رواية في القرن العشرين... وبين آخر لقاء لنا، ثمة عقود من الزمن،
وفصول وحكايات لا مجال لحصرها، هنا والآن. هي باختصار؛ لقاءات أثناء مشاركته في ندوات
في عمّان، امتدّت إلى زيارتي له في اللاذقية، وما بين سهرة هنا وسهرة هناك...
مسيرة طويلة وغنية ممتدة عقودًا من الثقافة والأدب اغتنيتُ خلالها بتجربة لا مثيل
لها. مسيرة لكاتب وإنسان متميّز يعيش الحياة طولًا وعرضًا، رواية ونقدًا، رقصًا
وموسيقى، في مزيج هو الحياة كما ينبغي أن تكون. بروح المشاكس المرح صاحب المزاج
المشغول عليه برقّة وأناقة. يمزج بين روح الريفيّ والمتمدّن.
ومنذ بدايات تعرّفي عليه، لم تتغيّر روح صديقي نبيل
سليمان.
سألت صديقي نبيل، مؤخّرًا، عن معنى وقوفه على شرفة
الثمانين من العمر، فأجابني:
عشقت أفانين الحياة ومَن يَعِشْ
ثمانين حولًا لا أبالك يعشقِ...
هو تحوير جذريّ جميل ومضادّ تمامًا لبيت الشعر
المعروف:
سئمتُ تكاليف الحياةِ ومَن يعِشْ
ثمانينَ حَولًا لا أبالك يسأمِ
وهذه هي الحياة التي أرادها، بل يعيشها، أو يعيش
فيها نبيل سليمان ويحلم. قدّم كثيرًا للرواية العربية، ولا أقول السوريّة فقط، كما
قدّم كثيرًا للنقد العربيّ أيضًا، تحديدًا منذ كتابه المشترك مع بوعلي ياسين
"الأدب والأيديولوجيا في سورية"، وصولًا إلى أحدث رواياته "تحوّلات
الإنسان الذهبي"، وأحدث كتبه النقدية "قلق السرد"، وما يزال
مستمرًّا.
1 ــ الناقد
بعد رحلة طويلة مع مؤلّفاته النقدية، بدءًا من كتابه المشترك مع
الراحل بوعلي ياسين "الأدب والأيديولوجيا في سورية"، وكتب لاحقة،
استوقفني مؤخّرًا كتابه النقديّ الجديد "قلق السرد" (الدائرة الثقافية
ــ الشارقة)، في تناوله بالنقد والتشريح مئتين وخمس عشرة رواية، ويحاول في هذا
الكتاب تشغيل الأسئلة والأفكار السابقة في قراءة هذه الروايات، يتقرى فعل الموسيقى
والنحت، وفعل الفنون في السرد الروائي. وهذا ما سيتعمق ويتواصل في فصلين تاليين.
ففي فصل "في الفن الروائي"، يمضي في تقصّي قلق السرد إلى ما للصوفية في
الرواية، وإلى الكتابة المشتركة للرواية، فإلى ما بين الشعر والرواية، فإلى شكل
النوفيللا. وفي الفصل الذي يلي يتحدد القول بما بين السيرة والرواية بهما، من
استبطانِ لقلق التجنّس... وهذا من قلق السرد في الصميم.
"قدّم نبيل سليمان كثيرًا للنقد العربيّ أيضًا، تحديدًا منذ كتابه المشترك مع بوعلي ياسين "الأدب والأيديولوجيا في سورية"، وصولًا إلى أحدث رواياته "تحوّلات الإنسان الذهبي"، وأحدث كتبه النقدية "قلق السرد"، وما يزال مستمرًّا"
وقد استوقفني بخاصّة في وقوفه على "فلسطين روائيًّا"،
وذلك "لأن لقلق الهوية الفلسطينية شأنًا خاصًّا"، كما يقول، وعلى نحو
أشدّ خصوصيّة بقراءته لـ"الكون السردي الروائي والقصصي لغسّان كنفاني"
أوّلًا، وكان سبقه، في فصل سابق بقراءة في رواية الفلسطيني الراحل حسين البرغوثي
"الضفّة الثالثة لنهر الأردن"، وقراءة أخرى في رواية الفلسطيني السوري
تيسير خلف "ملك اللصوص" بعنوان "لفائف إيونوس السوري". فهذان
الكاتبان، كنفاني والبرغوثي، من أبرز وأجمل ما أنتجت الثقافة الفلسطينية ــ
العربيّة وأدبها، وكنت أتمنّى لو أن نبيل سليمان تناول رواية ــ سيرة "الضوء
الأزرق" للبرغوثي، لكانت أتاحت له مساحات واسعة للبحث في "قلق
السرد"، فهي الأعمق في كتابات البرغوثي السرديّة، لجهة القلق شكلًا ومضمونًا.
وسوف أقف على أبرز ملامح هذا البحث النقديّ.
أهمّ ما يقوم به صديقنا سليمان تجاه
"مُنجز" كنفاني هو النظر في (التراجيدي) وفي (الجغرافيا) بوصفهما أساسين
في مكوّنات السردي الروائي والقصصي لغسّان كنفاني، وهما ــ بحسب سليمان ــ
المكوّنان "الغائبان غالبًا عن نقود روايات وقصص غسان كنفاني، أو الحاضران
على استحياء". بعد ذلك يمضي الناقد "إلى الجماليّ عبر الطبقات السرديّة،
واللغة، وسيميولوجية الشخصية، بخاصة، وصولًا إلى الخاتمة التي ستُعنى بموقع غسّان
كنفاني في الريادة الروائية الحداثيّة العربية". لكنه لا ينسى أن الناقد
الفلسطيني السوري المعروف يوسف سامي اليوسف خصّص كتابًا كاملًا لموضوع التراجيديا/
المأساة في عمل كنفاني هو "رعشة المأساة". فيتناول الكتاب بالتقدير الذي
يستحق، مع النقد الذي يراه ضروريًّا.
وفي تناوله لمنجز كنفاني، والتراجيديّ منه بخاصة،
يتوقف نبيل سليمان عند مواقف روائيّة ــ سرديّة عدّة، تجسّد القدَر والقدَريّة في
روايات كنفاني وقصصه، واللافت هنا انتباه الناقد سليمان إلى الروايات غير المكتملة
لغسّان؛ العاشق، والأعمى والأطرش، التي قلّما جرى الانتباه لها. ويأتي اهتمام الناقد بالقدَرية
بوصفها "علامة من علامات التراجيدي في نصوص غسان كنفاني الروائية
والقصصية". وثمة التفاتة مهمّة للزمن في رواية "ما تبقّى لكم"، فمع
الاسترجاع يأتي الحضور التراجيدي للزمن، عبر ساعة الحائط التي تشبه نعشًا صغيرًا،
عبر دقّاتها المعدنية التي تشبه صوت عكّاز... ثمّة ما يعزّز أيضًا الزمن كعنصر
تراجيدي في رواية "ما تبقى لكم"، وهو نفيه الذي سمّته الرواية بالصمت. فحين
تصير دقّات الساعة/ النعش صوتًا للصمت، فهي تنفي الزمن. إنه الصوت المفعم بالغربة
والوحشة.
ويتناول الناقد الزمن المشبوح في "عائد إلى
حيفا"، و"الأعمى والأطرش"، حيث ينشبح الزمن بين حدَّي عشرين سنة،
أولهما هو حد النكبة 1948، والثاني هو حد الهزيمة في حرب 1967، إذ تتعزز تراجيدية
علامة الزمن (غابة الزمن، شوك الزمن، نار الزمن ــ أمدية الزمن...)، باشتباكها
بعلامة القدر وبعلامات أخرى... لأن القدَر والقدَرية ركن مكين في الكون السرديّ
لروايات وقصص كنفاني، ركن يحضر في "عائد إلى حيفا" من خلال الحوار بين
ميريام ودوف (خلدون) ووالده ووالدته، نقرأ "ثمة ارتطام قدَريّ لا يصدَّق،
وغير قابل للتجاهل، وهذا الذي يجري هو مجرد حوار مستحيل". كما يحضر في رواية
"العاشق"، حيث يقول السارد "لا أحد على أيّ حال يعرف كيف ترتب
الحياة نفسها... أحيانًا يحسب المرء أن قصة ما انتهت فإذا بها تبدأ".
كما يحضر في القصص القصيرة أيضًا، مثل قصة "موت
سرير رقم 12" حيث يذهب السارد في حديثه عن مصير الشخصية المحورية للقصة: محمد
علي أكبر من عُمَان، إلى أن "حياة الرجل كان يمكن أن تستمر، فينجو من تلك
الميتة في الغربة". وفي قصة "الأفق وراء البوابة" من مجموعة
"أرض البرتقال الحزين" القصصية، يشكو السارد حين وقف أمام بوابة
مندلباوم في القدس، من أنه حمل على كتفيه قدرًا قميئًا ثقيلًا طوال عشر سنوات بعد
نكبة 1948، وعليه بعد هذه السنين أن يغسل قدره في ظل البوابة التي تفصل بين ما
احتُلّ وما لم يكن قد احتُلَّ بعد.
ويتوقف الناقد عند النقود التي تحدثت عن التراجيدي في روايات
وقصص كنفاني، فيرى أنها محددة، أو مهوّنة، ضاعفت من بلبلة هذا التراجيدي، معظمة
بالسقوط والخطأ وغياب الصراع... أما مَن تفرّد في إيلاء التراجيدي في روايات غسان
كنفاني عناية فائقة ــ بحسب رأيه ــ فهو يوسف سامي اليوسف (1938 ــ 2013). وهو من
رأى أن النقد متخلف وضامر، لأنه لم يكتشف أن غسان كنفاني قد وضع حجر الأساس في صرح
الأدب التراجيدي في ثقافتنا، حين كتب رواية "رجال في الشمس"، وكما يهتمّ
بالمكان في روايات كنفاني فهو يهتمّ بالزمان فيها.
في مستوى آخر من مستويات الجمالي في روايات وقصص
غسان كنفاني، يأتي التجريب والتجديد في التقنيات. ففي قصة "المجنون"
التي تعود إلى عام 1961، يروي الطفل أنه لم يعد كلبًا صغيرًا، بينما يلاحقه سؤال
الأطفال: متى ستصبح كلبًا؟ ويروي: أمي تحب الكلاب... لقد تزوجت كلبًا ذات يوم، ثم
طلّقها لأنه ذهب مع كلبة أخرى... كما يأتي الناقد على تقنيتين انفرد كنفاني بهما
طويلًا في مسيرة الحداثة الروائية العربيّة؛ أولاهما تقنية بناء الرواية من متن
وهامش، التي بُنيت عليها "برقوق نيسان"، أما التقنية الثانية التي
سجَّلت براءتها لغسان كنفاني فهي الميتاسرد، كما تبدى في قصة "البطل في
الزنزانة"، التي تذيّلت بمكان وتاريخ كتابتها: الكويت 9/ 6/ 1958. فقد بدأت
القصة بمخاطبة الكاتب من صديق له هو قارئ سرّه، يستحسن تخلّص الكاتب في مجموعة من
الأقاصيص المنشورة من الافتعال اللزج الذي يثقل على القصة، وهذا التخلص هو أصعب ما
في كتابة القصة، بحسب الصديق الذي يمدّ الكاتب بقصة ويترك له أن يصوغها فنيًّا،
لأنه يخشى إن كتبها هو أن يلجأ إلى الحواشي، فيقع في الكذب، أو في شيء آخر لا
يعرفه. ولعل ذكر الحواشي هنا يؤشر إلى أن لعبة/ تقنية المتن والهامش كانت كامنة في
هذه البداية المبكرة.
"قرأت كثيرًا من روايات كاتبنا نبيل سليمان، لكنني أتوقّف كثيرًا، وباهتمام أكبر، أمام روايته "السجن"، التي أعود إليها الآن لما تمثّله لي من عالم مختلف"
ثمة إشارات هامة أخرى في حديث الجمالي في روايات وقصص غسان
كنفاني، مثل تشكيل السرد في لوحات، حيث يتلامح الفنان التشكيلي غسان كنفاني، كما
في "عن الرجال والبنادق"، التي أحسبها رواية من تسع لوحات. وكذلك هي
الإشارة إلى ما تميزت به قصص عديدة بالطول. وبقراءة جديدة في تبصّرها في الكون
السردي لروايات وقصص غسان كنفاني.، قد يكون أهون ذلك أنني أخالف السائد النقدي،
فأرى "عن الرجال والبنادق" رواية، أو أرى "برقوق نيسان" رواية
مكتملة، وليست مجزوءة، أو أقول بخطأ لجنة التخليد، إذ لم تثبت في الآثار الكاملة
رواية "من قتل ليلى الحايك؟"، لأنها نُشرت مسلسلة في مجلة الحوادث
اللبنانية. وها أنذا، بعد ضفر الجمالي إلى المكوّنِ الجغرافي لذلك الكون، أمضي مع
فرانكو موريتي في التراجيدي والمكوّن قوله: "حين تشرع ثقافة بالتحرك صوب
الرواية الحديثة، فإن ذلك يكون على الدوام على هيئة تسوية بين شكل أجنبي ومواد
محلية". وأقترح أن يعكف الشغل النقدي على إنجاز أطلس للكون السردي لروايات
وقصص غسان كنفاني، كخطوة على طريق إنجاز أطلس/ أطالس للرواية العربية، ما من شأنه
العمل لاستيعاب الفضاء وآثار الزمن وتكوين الشخصية.
2 ــ الروائي في بداياته
قرأت كثيرًا من روايات كاتبنا نبيل سليمان، لكنني
أتوقّف كثيرًا، وباهتمام أكبر، أمام روايته "السجن"، التي أعود إليها
الآن لما تمثّله لي من عالم مختلف. فهي واحدة من أدب السجون والمعتقلات والاستبداد
والتعذيب، وكما يقول سليمان عنها فقد جاءت مع "صبوات الحرية، ومقاومة عين
الرواية لمخرز الديكتاتورية"، ويمكن اعتبارها من رواياته العتيدة. رواية
"السجن" (الطبعة الاولى 1972، دار الفارابي، والطبعة التي أعتمدها هنا
تعود لعام 1982)، أستعيد قراءتها كما لو أنّها القراءة الأولى. أكتب عنها باختصار
شديد.
يبدأ الفصل الأول بأغنية/ نشيد لـ"جبل
المرام" الذي "يسدّ منافذ الأفق الشرقيّ"، وهو جبل ذو رمزيّة عالية
رغم غموضه. ثمّ تبدأ قصة بطلها "وهْب"، في مقدمات سبقت لحظة اعتقاله،
حيث "سَمع صوت الكلبجة فوق معصمَيه". ونرى وهب في لاندروفر الأمن، ثمّ
في مكتب للتحقيق، تليه حلقة التعذيب بالدولاب "أضحكته اللعبة كما أدمتْ
قلبه"، وتناوُب المحقّقين، وصولًا للتحقيق من قِبل الرائد عبد المنعم ابن
قرية وهب، ويتكشّف عابد عن رفيق خائن قد وشى به، لتبدأ معركة الإرادات، ويظهر ما
يدعوه نبيل سليمان بـ"قلق السرد"، وما أدعوه "السرد المتوتّر"
المشدود إلى اللحظة الحاشدة بالمشاعر والانفعالات.
نسير مع وهْب والتحقيق والزنزانة بكل ما تحمله من
ضيق ومن روائح كريهة، وأخبار تساقط قيادات المنظمة تحت التعذيب، والضغط على السجين
بجلب أخته نجاح (16 عامًا)، وصديقته/ رفيقته سربوهي، ثم التعذيب بأشكاله، بما في
ذلك اغتصابه وانتهاك جسده. وفي الأثناء نتلقّى تقنية التخييل التي تسمح للسجين،
بترتيب من حارسه، بلقاءات حميمة مع أخته وصديقته، تخييل هو سمة من سمات هذه
الرواية، تخفّف من ويلات الزنزانة وساحة التعذيب، حيث يذهب السجين في مخيلته
وأحلامه إلى أقصى درجة ممكنة، فلا ندري الحلم من الواقع، والخيال من الحقيقة.
هذا من جانب، ومن جانب آخر تظهر إرادة التحدّي لدى
السجين، إذ يرفض أيّ تجاوب مع المحقّقين الذين يستخدمون وسائل التحقيق المختلفة،
باللين وبالترغيب والترهيب، لكنّ وهْب يستعصي على الكسر، رغم وجود الاعترافات
والمعلومات لدى المحقّق، كما تبرر الصديقة سربوهي، وغيرها من الرفاق اعترافاتهم.
فالسجن بالنسبة إلى وهب "يشحذ البصيرة ويصقل الرؤى..."، في ما يشبه
الموازنة بين صوفية الثوري وعلمانيته ومادية الثورة. ففي السجن "تحلو
الحكايات، ويعزّ الماضي"، وفيه تتوفّر الفرصة للتأمّلات والنقاشات التي تطاول
حياة المناضل وسلوكيّاته وروابطه الاجتماعيّة (الأسرة، الأبناء، الحبيبة نور،
والرفاق)، والمسؤولية الموزّعة بين هؤلاء التي يتحمّلها بأعبائها. وإلى ذلك ثمّة
استغراق في أحلام وأوهام وتأملات أقرب لواقع السجن، وبعيدة عن الخيال.
تتطوّر الرواية دراميًّا على غير مستوى، منها
الانتقال من الزنزانة الانفرادية، إلى مهجع يضمّ عددًا من الرفاق، والتعاون الذي
يجري بينهم، من جهة، والصراعات والخلافات من جهة مقابلة. إذ حتّى داخل المهجع
والزنزانة توجد أسباب للخلاف بين الرفاق، خلاف قد يدفع البعض منهم إلى محاولة
الانتحار، كما حدث مع عزّت بتناول كمية من الحبوب كادت تودي بحياته. كما تتطور
سلوكيّات المعتقلين حين يقررون اللجوء إلى الإضراب لتحسين ظروف اعتقالهم، بل
للشعور بالتحرّر أيضًا، وحلم ببناء خلية اشتراكية!
في نهايات الرواية، يعاني وهب من مرض ما، ونجده في
المشفى، يحسّ برعشة تسري في أوصاله والدنيا تتغير من حوله "استنقع الماء
الراكد في أقدم مدن العالم... نتنت الأرض في السفح"، ثم نعود ونستمع إلى نشيد
عن "جبل المرام"، هو النشيد الأخير، فقد أغمض عينيه وأنشد، في نصّ من
النثر الشاعريّ:
إنّ الأوكار تطفر من سفح المدينة
ومن سهلها
لم يبقَ إلّا أن نغادر إلى فوق
أجل، وما إن يكون الصعود
حتّى تُنتزع الأظفارُ
وتتمهّد الدروب
وتورّد الأيّام
وتورّد الأيام...
إرسال تعليق