غزة مشروع الأمة
غزة تقيم حالة إجماع للأمة
وغزة تعيد معنانا بعد أن فقدنا المعنى
حقا كان لنا مبنى يمكن اختصاره في الأرض والإنسان
وكنا نعيش أشتات معنى تصطرع فيما بينها كحجارة الوادي ، وكان لا بد من هذا اليوم الذي
يشذب بداوتنا المغرقة في ذاتيتها
هذا السياق تاريخي يتكرر مع الأمم الحية التي
تكمن مثل البذرة في الأرض لتعود في الظرف المناسب لحضورها التاريخي والرسالي،
غزة المختارة تعيد للأمة روحها ومعناها وخاصية
الكهرباء التي تقطعتها بفعل اقطاعيات سايكس بيكو وهروب الروح والمعنى
هذا
المعنى الجمعي يمكننا بلورته إلى مشروع شامل يجمع الأمة؛ عقيدة ولغة يتفرع عنه كل ما تحتاجه الأمم من نظام اجتماعي
متماسك ثم اقتصاد فسياسة ،الى أخلاق وتعليم
وتنمية الخ
هذا الأمر ليس حكرا لأحد أو على أحد بل تنهض
به فعاليات الأمة رجالها من علماء( شريعة ولغة وطبيعة ) فقد فهم البعض هذا التصنيف(
العقيدة ، اللغة ، الطبيعة ، الفنون والآداب ، الموسيقى ) أنه جبري لا بد منه ، والاصل
فيه أنه حضر (في ثقافتنا وثقافة غيرنا) ليسهل تناوله لطلبة العلم فقط ،
المعنى صنو المبنى ومضارعه ،
ولا يكون مبنى دون معنى ،
والجمال بهما معا ،
أدرك أن تغربنا كثيرا عن ارواحنا ومعانينا
قد ساقنا الى غربة عنه ، وتغريب لا حد له حتى طال ارواحنا وكل خلية فينا
البعض يظن أنه فقط في السياسة والاقتصاد والتعليم
والتربية ، بل طال أكثر ما طال الثقافة؛ الشعر والشعراء والأدب والذائقة ، بل ضرب بنياننا الاجتماعي والنفسي والذي من المفترض
يشكل ما عداه من ثقافة وتربية واخلاق وعلوم طبيعية وإنسانية
غزة
تقدمنا كمشروع أممي يتجاوز القبيلة والقطر والقومية،
غزة تطرح واقعا جديدا يمسك برقابنا التي تعبدها
الغرب مبنى ومعنى
غزة تقدم مشروعنا بلغتنا التي نفهمها ونعرفها
ولكننا لا نقدر حجم خسارتنا إن افتقدناها
غزة تجسر للمثقف العربي عودته إلى حاضنة الروح
والمعنى العربي
غزة تخترق ذهنية الحاجز العربي العلماني توقفه
أمام نفسه
غزة مشروع أمة
وعلينا أن نحققه كمشروع أمة
إرسال تعليق