من الأحجار ما يتشقق منه الماء، ومنها ما يهبط من خشية الله، ومنها ما هو كائن في كينونته المتحركة، ومنها ما هو ناطق في ثياب الخفاء
بعد أن انتشرت القصيدة ، أو زحزحتْ عن مجالها المغناطيسي ، وبعد أن تخثّرتْ تربتها ، وتجسّمتْ في لوحةٍ نسيّ الرسام أن يصبغ لونها بدم الزعفران ، اتخذتْ باباً آخر غير الذي كان ، وأضاءت مشكاة الداخل
_ من هنا من ترابي الذي لا حفر فيه ، ومن تجذّره في صلصالي ، أعيد كتابة نفْسي ، من هذا الجوديُّ
الذي يحمل ثنائيتي ، جسدي ، وروحي ، أبدأ تلاوة
نبوءة كفاح ابن السراج الفلسطيني
تعبئة نبرة مشكاة الداخل كانت من مفردات رجب الجديدة التي أصبحت أوتارها قادرة على مجابهة النقد ألتفكيكي ، من خلال استحداث سيمياء أكثر التصاقاً بالغلاف ، وابتكار جملة من الصور المضافة إلى المضاف إليه
لم تعد القصيدة تصحب النبرة المهرجانية للخطاب بل دخلت في أعماق آليات القول والفعل،قول المعنى الكلامي،وفعل الخروج بالأسطورة من زمانها ومكانها وبلا أقنعة،إلى ميادين المواجهة مع النقد،بعيداً عن ضغط الجوار وجوار الجوار الإستعاري
_ اتركوا شالها
_ اتركوا زعفران حضورها
_ اتركوا دمها ولحمها ومنبع أسرارها
_ اتركوا مفرداتها تحيك صورها
_ اتركوا إيقاعها في مائها
_ اتركوا ذاكرتها مفتوحةً على الجبال والوديان والسهول
_ اتركوها تسيل دماً للحياة
_ اتركوا شموعها لأشجارها
_ اتركوا رياحها للصفيح
_ اتركوها لأحراش القسام
_ اتركوا رجالها نساءها أطفالها
_ اتركوا حضورها في قوتها وضعفها ،
واقرؤوا حنظلة ، وانسحبوا
_ المفردات هي تجانس الطبيعة يا رجب،
_ والحجارة هيَ الحراك الجديد ، وموئل الحليب في الأصابع
_ والموت والحياة هما توتر الأعصاب عند صورة غامضة وواضحة في قراءة القصيدة.
إربد في 1/3/2002
إرسال تعليق