ليلُ غزةَ
شيخٌ بمِنسأَةٍ من أسًى
سائرٌ في الردى والحطامِ
خُطًى من أنينٍ تنِزُّ دمًا
يتحسّسُ غيلةَ مشرقنا
ويهشُّ على الوقتِ والموتِ
من وجعٍ واضطرامْ
السماءُ معلّقةٌ
بجناحِ مقاتلةِ الفانتومِ
والريحُ لا تستريحُ
على عتبات الصدى
تستبيحُ الصراخَ
على عالمٍ ظالمٍ
تتنفّسُ موتى
وتبحثُ عن صوتِها
في لهاث الظلامْ
وجهُ طفلٍ يلُوحُ يجرُّ
المروءةَ خلفَ خطاهُ
ويتركُ جثةَ والدِهِ في العراءِ
ويخلعُ نعليهِ
يشتمُ دربَ الحفاءِ
يُجمِّعُ أشلاءَ جيرانِه الشهداءِ
ويبكي على حارةٍ
درسَتْ والرفاقِ
يُجفّف دمعًا سرى
في المآقي
يقول: تحجّرَ وقتي
وسالتْ مواعيدُ شعبي
وصارتْ نهارا وشيكا؛
تُحاصرُهُ أمريكا
ومحرقةٌ ولهبْ
وسيوفُ طغاة العربْ
سيمرّ الغزاةُ على دمنا
لتعُجَّ البلادُ بأصواتنا
سوف تنزلُ من كِبرِها
عتباتُ السماءِ
لتبكيَ ما لم يُضمّدْهُ بعدُ السلامْ
ثم تبكي لترحمَ هذا الأسى
أو تلملمَ خيباتِها عن مواجعنا
حين تُقلِعُ عنّا وعن شهرِ كانونَ
تتركُ أجسادَنا للصقيعِ
يمرّ الغزاةُ على دمِنا
لتَعجَّ البلادُ بأصواتنا
وتَعُبَّ الندى والغمام
السماوات ماطرةٌ
والأمانيُّ طائرة
والسقوفُ فراشٌ يفرُّ كأحلامنا
والمدى شغفٌ من سنا وحمامْ
وأنا واقفٌ نازفٌ ثورةً
وعلى كتفيَّ شحاريرُ
رفَّتْ تشيرُ إلى اليابسةْ
وأنا واقفٌ ناقفٌ حنظلًا
ومواعيدَ من لهفةٍ دارسةْ
ليلُ غزةَ شيخٌ
يهشُّ على غيمةٍ
علقتْ في زمامي
فآثرتُ ألّا أنامْ
ليل 31/1/2024
إرسال تعليق