الشخصية العربية الإسلامية لها لغتها وفكرها وآلية
تفكيرها ومفرداتها ومصطلحاتها وبنيانها العقدي والنفسي والمزاجي المنبثق عن نمط
بيئتها الاجتماعية والثقافية ، وهي بذلك تشكل فرادة نموذج الشخصية المنسجمة مع روح
شخصيتها لغة وفكرا وعقيدة ووسطا ثقافيا لا تناقض ما بين اللغة والعقيدة، ولا فصل
ما بين الفكر وبنيان الثقافة العام، ولا تصادم ما بين ما استجد من مصطلحات وما بين
روح الفكر والثقافة من ناحية، والأساس الاجتماعي والنفسي من ناحية أخرى، وللتوضيح
وبمعنى آخر لا يمكنك أن تقحم مصطلحات ومعاني من فكر أجنبي دون تعريبها فكرا وثقافة
وروحا وإلا نكون قد أوقعنا شخصيتنا وبنياننا الفكري والثقافي في تشوهات لا تمثلنا
ولا تمثل طبيعة ثقافتنا ولغتنا وما دمنا لا نملك مشروعا شاملا فلن نجد مناصا ولا
مفرا من تلك الاختراقات اليومية التي تظهر جلية في السياسة ونشرات الأخبار والتي
يتم نقلها دون تدقيق أو حتى إعادة صياغة، وعلى أهميتها وخطورتها تمثل الاختراق
الأقل لثقافتنا وفكرنا ، حيث أن هناك من لا يؤرقه المستجدات الثقافية والتي تحمل
في مضمونها قيمة أخلاقية واجتماعية مغايرة لمفهوم ووعي شخصيتنا الثقافية والفكرية،
بل قد يكون أحد مروجيها آخرون ينقلون دون وعي، على الرغم من جدارتهم المؤهلة لنقاش
ومحاكمة المعلومة أو المصطلح.
وللتوضيح
اطرح بين أيديكم بعضا من الأفكار والمصطلحات الطارئة والتي لا تمثل شخصيتنا
الفكرية والثقافية والعقدية /
يسود لدى المثقف العربي فكرة تكريم المبدع بعد
وفاته ويعتبرها ظلما له ، وهي فكرة غربية تمثل الجانب المادي للجسد الذي لن ينفعه
تعظيمه وتبجيله أو بيع كتاباته بعد وفاته، بعكس ثقافتنا التي تؤمن بالخلود الدائم
لحياة الروح والتي تبدأ نتاج زرعها بعد البرزخ ولتكون صدقة له بعد فناء جسده ونموذجا
لما بعده حيا وميتا.
التطبيع بدل الخيانة، وهو تعبير مخادع ومحايد ويدفع باللغة أن تكون محايدة.
المثلية تعبير عن الشذوذ الجنسي والصحيح الشذوذ، ممارسة الحب وهو يصف الحالة الأخلاقية التي تشمئز منها مجتمعاتنا التي لا زالت محافظة وتأباها وغيرها كثير من مصطلحات وأفكار تشوه لغتنا وتُشْكل علينا مفاهيمنا وتقف عقبة أمام انسجام اللغة مع محتواها الأخلاقي الثقافي
أتساءل أين مجامع اللغة العربية من هذه
الاختراقات،،،! وأين رابطة العالم الإسلامي
وكل مراكز وبحوث اللغة ، إلى أن يصبح لدينا مشروعا شاملا
إرسال تعليق