لم تفكر
لحظة في هذا اليوم،
على
غفلة جاءها خطاب التقاعد، وقد شغلتها إدارة أكبر مدرسة ثانوية للبنات في مدينتها نابلس
لم تفكر
لحظة في هذا اليوم،
أربعون
عاما ترص صفوف البنات صباحا وفي قلبها (وليس الذكر كالأنثى)، تقيم أمهات، تنشئ زوجات،
تربي مريميات لأنبياء في رحم الغيب وأصلاب الرجال
على
سيف من الوقت بلغت سن التقاعد على حين غرة داهمها،
لم تحتط
له، لم تشعر به وهو يتمثل شبابها وفتنة لحظيها ونضارة قدها وميسها وشعر لم يداعبه إلا الريح
فكان
عليها أن تترك مملكتها
أربعون
عاما لم تر هذه اللحظة،
شقَّتْ الخطاب
(ككل
الخطابات التي تردها كل يوم) شقته بسكين نحاسية تقع إلى يسار جسدها ومكتبها، غابت به،
بعد فيض من الثناء تمنى لها شيخوخة هادئة،
استيقظت
المربية على شيخوختها، جرّت قدميها إلى بيت عزوبتها
هناك
ألقت جسدها على سريرها تتحسسه لأول مرة،
عادت ذاكرتها طويلا إلى الخلف،
لم تصدق أن العمر مر بهذه السرعة واعتقدت أنها بحاجة
إلى فرصة أخرى،
ولكن، كيف، وكيف. ,,,!
بعد
أسبوع واحد وجدوت ميتة في سريرها
بديعة ومؤلمة/ مفتاح دليوح
ردحذف