أيُّها العالمُ المتحضِّرُ
ماذا تبقّى بذهنِكَ
من ذكرياتِ التَّحضُّرِ
والخلقِ الآدميِّ لديك؟
أجبني
وباللهِ يا عالمَ الصامتين عليك
لماذا تجمَّدَ فيكَ الشعورُ
وهذي المجازرُ تزدادُ وحشيةً
ودماراًمريعاً
ورغم التجاهلِ فهيَ تعودُ إليك..؟
أليسَ الطغاةُ الذينَ يشنّونَ
حربَ الإبادةِ في
غزّةِ الصابرينَ
على القصفِ والخسفِ والجوعِ والموتِ منكَ وفيكَ وأنتَ تسدُّ
أمامَ انفجاراتِ سيلِ قذائفِهم
أذُنيك؟
ألستَ الذي دلًلَ المعتدينَ علينا طويلاً..
وأعطاهُم الضوءَ أكثرَمن مرّةٍ
لاحتلالِ المزيدِ من الأرضِ
بالحربِ دونَ سؤال؟
ألستَ الذي في فلسطينَ
راحَ يقيمُ على أرضِنا
دولةَ الاحتلال؟
أيُّها العالمُ المتحضّرُ شكلاً
بلا أيّ معنىً لروحِ الحضارة
وقد صادرَ الوعيَ والحسَّ فيكَ عدوُّ التحضُّرِ في الغربِِ
والشرقِ وهوَ يسوّق في جُثثِ
الأبرياءِ مجازرَهُ ودمارَه
إلامَ يُخدِّرُ عقلَكَ هذا التَّصهينُ
لُطفاً
أجبني متى سوفَ يصحو
ضميرُكَ من وحلِ تخديرِهِ
ليرى مهرجانَ الفظاعةِ
في القتلِ حيثُ الطفولةُ تذبحُ عمداً على ركبتيكَ
وحيثُ دماءُ الضحايا تصيحُ
وتذرفُ دمعاً حزيناً
تنهَّدَ بينَ يديك؟!
أيُّها العالمُ الفاقدُ الروحِ
هل سوفَ تحيا قليلاً
لتبكي على حالِ أطفالِ غزّةَ
أم هم سيبكونَ
فوقَ الرُّكامِ وتحتَ الرُّكامِ عليك؟!!
إرسال تعليق