يا أيُّها الشِّعرُ قد أشعلتَ نيراني
شوقاً نديَّاً إلى أهلي و جيراني
إلى الدروبِ التي لا زلتُ اذكرها
بين الحواكير تحلو مثل َ نيسانِ
إلى بيادرِ قشٍّ في دوارسها
يفنى الهباء ُ و يبقى خيِّرُ الشآنِ
الى كروم ٍ غصونُ التينِ معصمُها
غصناً وريفاً و خدُّ الورد رمَّاني
إلى الربيع ِ الذي فاضتْ أزاهرهُ
عطراً وديعاً بوادِ التّلِ أشقاني
الى ليالٍ بدفء السَّعدِ تجعلني
كالطير أسبح من قاصٍ إلى دانِ
إلى صباحاتِ فجرٍ طيفُها شجنٌ
تخطو خِفافاً و فجُّ العمقِ أبكاني
وها أراني بهذا اليومِ مكتئباً
أجترُّ بؤسيَ في صمتٍ و كتمانِ
أُكابدُ الغربةَ الرَّعناءِ من وجعٍ
و الثمُ الدمعَ من جرحي بإدمانِ
و أستظل بوعدِ الصَّبرِ في زمنٍ
لا صدقَ فيهِ و لا يُرجى لحرماني
إني لأشكو إلى الرحمن مظلمتي
عسى يُكافي رجاءَ الضارعِ الفاني
إرسال تعليق