-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

حوار بين الجَدّ وحفيدهِ / الشاعر حسن علي محمود الكوفحي


الْمَقْطَعُ الْأوَّلُ   

 الْجَدُّ    

 

حَفِيْدِي تَمَتَّعْ بِأرْضِ الْجُدُوْدْ

وَمِنْهَا خُلِقْنَا وَفِيْهَا نَعُوْدْ

تَمَتَّعْ بِمَاءٍ وَتُرْبٍ وَنَسْمٍ

بِمَجْدٍ تَوَضَّأْ وَزِدْ فِي سُجُوْدْ

عَرِيْنُ النَّشَامَى وَعِطْرُ الْخُزَامَى

صَهِيْلُ الْخُيُوْلِ بِرُوْحٍ تَجُوْدْ

وَمُؤْتَةُ فِيْهَا وَيَرْمُوْكُ فَخْرٍ

وَمَثْوَى الصَّحَابَةِ رَمْزُ الْخُلُوْدْ

وَأبْقِ فُؤَادًا عَلَيْهَا حَرِيْصًا

وَصُنْهَا بِرُوْحٍ وَعَزْمِ الزُّنُوْدْ

وَلَا تَكْفُرَنَّ بِجُهْدِ جُدُوْدٍ

وَتَنْسَ جِهَادًا وَخَيْرَ الْجُنُوْدْ

تَذَكَّرْ بِأنَّا غُصَيْنٌ بِدَوْحٍ

وَدَوْحُ الْعُرُوْبَةِ نُوْرُ الْوُجُوْدْ

تَذَكَّرْ بِأنَّا لِقُدْسٍ جُنُوْدٌ

وَمَجْدُ الشَّهِيْدِ يَفُوْقُ الْحُدُوْدْ

تَمَتَّعْ حَفِيْدِي بِخَيْرِ بِلَادٍ

وَهَيَّا لِأقْصَى نُزِيْلُ الْ يَ هُ وْ دْ

وَنَحْنُ امْتِدَادٌ لِأجْنَادِ فَتْحٍ

وَنَسْلُ الْأُسُوْدِ لِأصْلٍ يَعُوْدْ

بِلَادِي بِلَادِي عَلَيْكِ سَلَامٌ

سَلَامُ الْإلْهِ عَلَيْكِ يَسُوْدْ

1 / 1 / 2023

 

الْمَقْطَعُ الثَّانِي  

الْحَفِيْدُ

 

تَطِيْبُ الْحَيَاةُ بِأرْضٍ طَهُوْرٍ

بِرُغْمِ الْمَآسِيْ وَرُغْمِ الْجُمُوْدْ

وَرُوْحِيْ كَشُلْوٍ بِكُلِّ مَكَانٍ

وَحُلْمِيْ تَوَلَّى وَحُكْمٌ كَنُوْدْ

كَأَنِّيْ بِأرْضِيْ أَسُدُّ سَمَاءً

وَفِي الْمُهْلِكَاتِ لَفَظْتُ الْكُبُوْدْ

وَقُلْ لِيْ لِمَاذَا بِهَا الْحُرُّ ضِغْثًا

وَأنَّى يَرُوْحُ يُلَاقِي الصُّدُوْدْ

أَجِبْنِي فَكَيْفَ تَغَيَّرَ حَالٌ

فَمِنْ حَالِ أُسْدٍ لِحَالِ الْقُرُوْدْ

وَمِنْ دُوْنِ وَزْنٍ كَمِثْلِ هَبَاءٍ

وَكُنَّا جِبَالًا " تَبُوْسُ " الرُّعُوْدْ

وَصِرْنَا نُقَبِّلُ أيْدِي الْأعَادِي

وُكُلُّ الْخَطَايَا عَلَيْنَا شُهُوْدْ

وَصِرْنَا عَبِيْدًا لِكُلِّ الْبَغَايَا

لِأجْلِ الرَّذِيْلَةِ تَحْلْوْ الْقُيُوْدْ

كَأَنَّا " لِعَادٍ " نَوَدُّ انْتِسَابًا

وَنَرْضَى عَذَابًا أذَلَّ " ثَمُوْدْ "

وَلَا نَحْنُ نَحْنُ وَلَا نَحْنُ نَدْرِي

وَكَيْفَ سَنَنْجُوْ وَفِيْنَا السَّفُوْدْ

أَجِبْنِي فَإنِّي كَرِهْتُ بِلَادًا

وَنَفْسِيْ كَرِهْتُ وَدَعْوَى الصُّمُوْدْ

فَكَيْفَ يُهَيْمِنُ بَعْضٌ قَلِيْلٌ

عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَبِاسْمِ الْمَسُوْدْ

كَأَنَّ السِّيَادَةَ تَمْحُوْ ذُنُوْبًا

وَتَمْنَحُ حَقًّا لِملْءِ اللُّحُوْدْ

وَكُلُّ مَكَانٍ لِرَبِّ الْبَرَايَا

كَطَيْرٍ أَفِرُّ بَعِيْدًا بَعِيْدْ

وَكُلُّ الدَّعَاوَى كَأَفْيُوْنِ سُمٍّ

وَنَشْكُوْ لِرَبٍّ غَبَاءَ الْعُهُوْدْ

وَمَا دَانَ عُهْرٌ بِغَيْرِ الضَّلَالِ

وَهَلْ سَادَ حُكْمٌ بِغَيْرِ الْقُيُوْدْ

وَتَطْلُبُ مِنِّي قِتَالَ الْأعَادِي

لَعَمْرُكَ إنَّكَ شَيْخٌ وَدُوْدْ

 

   6 / 1 / 2023

 

الْمَقْطَعُ الثَّالِثُ وَالرَّابِعُ

الْجَدُّ

 

حَفِيْدِي تَمَهَّلْ فَلَا شَيْءَ يَبْقَى

وَإنَّ انْهِزَامًا عَدُوٌّ لَدُوْدْ

وَشَوْكُ الْبِلَادِ يَظَلُّ يَسِيْرًا

أمَامَ جَحِيْمٍ وَرَواءَ الْحُدُوْدْ

عَلَيْكَ بِصَبْرٍ يَهُزُّ الْجِبَالَ

إذَا مَا تَفَجَّرَ مَاءُ السُّدُوْدْ

بِإصْلَاحِ نَفْسٍ تَخُطُّ طَرِيْقًا

طَرِيْقُ الصَّلَاحِ يَفُوْقُ الْبَرُوْدْ

وَبِالصَّالِحَاتِ صَلَاحُ اجْتِمَاعٍ

تَرَى الصَّالِحِيْنَ أتَوْكَ وُفُوْدْ

وَإِنَّ الْكَرَاسِي سَحَابٌ بِصَيْفٍ

وَفَصْلُ الرُّعُوْدِ سَرِيْعًا يَعُوْدْ

فَلَا حَظَّ لِلظَّالِمِيْنَ حَفِيْدِي

بِعَيْشٍ كَرِيْمٍ وَنَيْلِ الْخُلُوْدْ

وَطَبْعُ الطُّغَاةِ كَثِيْرُ التَّنَاسِي

كَذَلِكَ أخْلَاقُ كُلِّ حَقُوْدْ

وَزَيِّنْ حَفِيْدِي جِهَادًا بِفِكْرٍ

وَحَاوِرْ بِحُسْنَى شَقِيًّا عَنِيْدْ

وَشَوْكُ الْوْرُوٍدِ مَخَالِبُ أُسْدٍ

وَمِنْ غَيْرِ شَوْكٍ تَمُوْتُ الْوُرُوْدْ

بِلَادَكَ صُنْهَا وَلَوْ أبْعَدُوْكَ

سَتَعْرِفُ أنَّكَ أنْتَ السَّعِيْدْ

 

الْمَقْطَعُ الرَّابِعُ

 

كَلَامُكَ جَدِّي جَمِيْلٌ كَثِيْرًا

أَتُطْفَأُ نَارٌ بِنَشْرِ الْوُرُوْدْ ؟

وَكَفِّي لِمِخْرَزِهِمْ لَيْسَ يَكْفِي

وَكُثْرُ النُّزُوْلِ يُنَسِّي الصُّعُوْدْ

وَمَا مِنْ حُلُوْلٍ تَرَاهَا تُفِيْدُ

وَلَسْتُ بِرَاضٍ بِإِثْمِ الْقُعُوْدْ

 

21 / 1/ 2023

 

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016