يكفي أن تقول " الشجرة " لتخضر العيون
ها هي الشجرة خارج بستانها تبتكر أمكنة أخرى بلا أعشاب ..بلا ذاكرة
نعم..تصفق الريح باستمرار
للشجرة خارج البستان.
تعزف لها لحنا ...لا ينتهي معه الغناء..
الغناء شجن بارد ..و الشعر بريء من أسمائه..
بمقهى العابرين تمر الآن الشجرة ..حيث يلمع الكلام و هو يمشي من الأفواه..
نعم ..كل الحكاية ..مرآة مهشمة و رؤوس من نحاس و مصاعد لا تعرف غير النزول..
سوف تذهب الأرض في جولة و سيتبعها النهر و الشجرة و الصراخ..و بعض شعراء النثر.
و سوف تقول السلحفاة أسرعوا..و لا تزعجوا الموتى ..ازرعوا الكلمات..و الأسرار فليس للنهر تاريخ ..كما الهواء تماما و الوقت كائن غير منتبه لغيره..
في خريف كهذا .. بوسعك أن تنهي نصف فوضى كأن تزيح عن النهر غطاءه و تهب الطريق اسمها الجديد..كي تتساقط أوراق العمر بلطف ..الكل يحب الهدوء.
في هذا الخريف ..أرسل النهار لليل يسأله عن الكدمات و الأرق و لا تقل كانوا يحلمون..ابق في الشرفة و ترشف قهوة المجد بوجه طفل و شموخ فراشة و قل للنهر لا عليك..انما هي فسحة للعبور مرهقة ..كان لا بد منها لتعرفك الشجرة و تلقى سرك مأهولا بالخلق ..لا عليك هذا صوت لن تمله الطيور و هي تغدو الى ما تفكر فيه ..
قال النهر للعاصفة ما جدوى أن ترفع الأيام أصواتها في خريف كهذا..
النهر صديق الغرباء ..يحضنهم كما لو كانوا أعداء الشجرة..
تصفق الريح للشجرة..يصفق النهر للشجرة.....تصفق الشجرة للبستاني الذي يقول الشجرة فتخضر العيون..
إرسال تعليق