-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

الأدب والمسرح والتشكيل / محاور مائدة مستديرة لجمعية عبور بأوطاط الحاج

 

*تقرير أحمد الشيخاوي – العهدة الثقافية

عقدت جمعية عبور للثقافة والنشر، صبيحة هذا اليوم، اجتماعا مفتوحا، بالمركز الثقافي02 أكتوبر، بمدينة أوطاط الحاح، خصصته للشأن الثقافي والإبداعي عموما.

وقد حضر هذه المائدة المستديرة، ثلة من مثقفي ومبدعي المنطقة، بحيث عرفت مشاركة كل من مينة لمسيح مديرة المركز، الشاعرة فتيحة السرغيني، الفنان التشكيلي لحسن أوبازي، الفنان المسرحي والجمعوي المختار بوزياني، الشاعر والجمعوي محمد السراوي، الكاتب والجمعوي أحمد الشيخاوي.

استهل أحمد الشيخاوي بكلمة رحب من خلالها بالأسماء المشاركة، معتبرا اللقاء بمثابة نواة حقيقية لاجتماعات متسلسلة تأتي لاحقا، تضيء خارطة طريق الفعل الثقافي والإبداعي في المدينة، وتدعم الطاقات والأصوات الواعدة، فتم الاكتفاء بثلاثة محاور أساسية ريثما تتضح ملامح الاشتغال على برنامج موسع يطال أشكال إبداعية وفنية أخرى، خاصة وأن المدينة تزخر بالقامات القادرة على الإنتاج والتأطير.

مديرة المركز دعت على ضرورة التحلي بالروح التشاركية، من أجل إنجاح هذا المشروع، بدل التغريد خارج السرب، واعتماد المجهودات الفردية التي تحد وتقلص على نحو كبير من الدعم والاستفادة المالية، بدرجة أولى.

فأكدت على ضرورة الاشتغال بوعي جمعي، لتقديم ملفات مكتملة المحتوى والزوايا التقنية المقنعة.

مضيفة أن وزارة الثقافة لوحدها، لا يمكنها دعم المشاريع الضخمة، وكيف ان هناك جهات ومؤسسات أخرى مطالبة بتسخير السياسي للثقافي، فالثقافة تظل واجهة للمدينة والوطن ككل.

المحور الأدبي

تطرق الشاعر محمد السراوي، في الكلمة التي تفضل بها، على جملة من المشاكل التي تعيق الفعل الثقافي بالمنطقة، مشيرا إلى أن الاستمرارية في أي مجال، إنما تضمنا الرغبة في الصمود، والنابعة من الإخلاص للتجربة.

كما أبدى استعداده لتنبني واحتضان كل الأصوات الي تجذبها فكرة الانخراط في هذا المشروع، عبر منح دروس وتقديم دورات تكوينية وورشات موازية.


محور المسرح

عبر الفنان المختار بوزياني عن سعادته الغامرة بحضور هذا الاجتماع الذي بصمه التنوع في التوجهات والاختصاصات، بصرف النظر عن تباين الانتماءات والخلفيات، كون ما يهم في الأخير تناغم الآراء والأفكار، بغية بلورة رؤية موسوعية تغذي مثل هذه المشاريع الثقافية بمنطقة قصية وموغلة في العمق المغربي.

وطالب أطر المؤسسات القائمة بذاتها في المدينة، على بذل المزيد من الجهد في استقطاب الناشئة وإدماجها في مثل هذه التجارب، لتكوين فرقة مسرحية تقطع أشواط الهوية إلى الاحتراف، ليستمر توريث المشعل من جيل على آخر.

وقد ندد بوزياني بالتقصير في هذا الجانب، ودعا إلى ضرورة إشراك جميع الأسماء الوازنة التي في مقدورها منح الإضافة، المنحدرة من المدينة، فيما يرتبط بإضفاء الطابع الأكاديمي، بما يرفد في آفاق تعزيز المنهج العلمي الذي قد يحتاج إليه هذا المشروع الثقافي الواعد.

 

المحور التشكيلي

أخيرا، وفي شق فني، افتتح التشكيلي لحسن أوبازي كلمته، بالتحذير من مطبات ربط الأنشطة الثقافية والفنية بالانتماءات السياسية، كون ذلك يتسبب بالانشقاقات العقيمة ويفضي إلى مآزق الفشل الذريع.

كما توجه إلى المعنيين برسالة يطالب فيها بضرورة توفير فضاء أو ملحق بالمركز خاص بعرض اللوحات، على ألا تقل مدة العرض على الأسبوع، وتبعا لمراحل توافد الزوار والإجابة عن استفساراتهم، وقد ساق للحضور، هنا، جانبا من تجربته الشخصية، من خلال عرض بالعاصمة الرباط، وكيف أن الحكم على أي عمل إبداعي، إنما كلمة الفصل فيه تكون للجمهور الذواق، أولا وأخيرا، وبمعزل عن الإعلام الذي ينسلخ عن الشفافية والموضوعية في كثير من الأحيان، بل قد يكون مجحفا بحق أسماء تستحق التزكية والاهتمام.

 

فيما الكلمة الختامية كانت للشاعرة فتيحة السرغيني حرم الفنان لحسن أوبازي، معربة عن سعادتها بإشراكها في هذه المائدة الثقافية، متمنية ان تتكرر مثل هذه المبادرة القيمة.

أخيرا لا يفوتنا أن نشكر عمر بوظاهير الذي أبى إلاّ أن يُشاركنا هذه المائدة، كجندي من جنود الجمعية، وكلنا آمل ألا يتكرر مثل هذه الاجتماعات مجرد تقليد، بل يتخطى ذلك إلى مراكمة نوعية لمشاريع ثقافية مستقبلية وازنة ومهمة.

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016