بين النقد وتأصيله، والإحاطة والاستدلال، والذكريات
وإيقاعاتها، وقف ثلة من المبدعين، مساء أول من أمس، في مسار واحد للاحتفاء
بالمنارة الخامسة من منارات رابطة الكتاب الأردنيين فرع إربد التي تنظمها عرفانًا
بالجهد الكبير الذي قدمه رواد الحركة الإبداعية في محافظة إربد، منارة الناقد د.
عبد الفتاح النجار، في صورة إطارها الكشف عن حرفه وحِرفته التي أشعل قناديلها عبر
مسيرته الإبداعية في عالم النقد.
الحفل الذي حضره حشد من مثقفي ومحبي د. النجار، وأقيم في قاعة المؤتمرات والندوات التابعة للقاعة الهاشمية في بلدية إربد الكبرى، وأدار مفرداته بإيجاز الشاعر أحمد طناش شطناوي رئيس فرع كتّاب إربد، استند في فضاءاته إلى حوارية التجديد التي رسم ملامحها المحتفى به في أعماله النقدية، حيث برزت الخصوصية الأدبية وهي تقود الفعل النظري إلى مائدة التطبيق، متتبعة أثر الكتابة الجمالية في التلقي والإفصاح والإشادة والتأشير على محطاتها وبنيانها، مستندة بذلك على رؤية الناقد المعلم الذي يخوض فكرة تأسيس ملامح خاصة للمشروع النقدي.
وكشفت الاحتفالية بأوراقها التي قدمها: الناقد
الشاعر نضال القاسم، الناقدة د. أسماء رأفت، الشاعر عمر أبو الهيجاء، والباحثة
سنابل المحسيري، عن خطاب التجديد النقدي والأدبي في مسيرة النجار، وملازمته لنقد
الشعر، ومغامرته بتحديد الاتجاهات والمدارس الشعرية وروادها، عبر ترسيخ مناخ دلالي
للصوت الخاص المغامر الذي يهدف إلى الكشف عن أدق تفاصيل هذا الخطاب.
أدى هذا الكشف الذي تابع تفاصيله الحضور الكبير، إلى تسليط الضوء على جهود النجار في قراءته لاتجاهات
نقد الشعر في بلاد الشام، عبر مرتكزات المنهجيات والسياقات الثقافية، إضافة إلى
ملاحقة جوانب الفهم النقدي، وقوة حضور الشخصية القارئة التي أحاطت بالمفاهيم
والمصطلحات ضمن إيقاد شعلة المشروع الواحد الواضح الذي يظلل العملية النقدية ويؤسس
لها مرجعياتها عبر تقديم معلومة نقدية واضحة المعالم تعين على الفهم.
وفي سياق الاستدلال على مشروع النجار النقدي
الشامل، ذهب المشاركون إلى عرض كتبه التي تناولت الشعر الحديث واتجاهاته، وقصيدة
النثر، وأدب الأطفال، ورموز الحركة الإبداعية في الأردن، فيما ذهب المحتفى به إلى
رسم صور واضحة لفرع رابطة الكتاب بإربد، ومدينة إربد الولّادة والرائدة والمعطاءة
حسب توصيفه الدقيق، إربد التي قادت الفعل الثقافي والأدبي والسياسي في الأردن.
إلى ذلك استذكر المحتفى به بدايات الوقوف على
الجانب الثقافي والإبداعي في إربد، مشيرًا إلى نخبة من الأدباء الذين أسسوا لذلك،
كما قدّم ملاحظات حول تجربته النقدية التي لاحظت أن الجهود النقدية التي كانت
قائمة لم تصل في حركتها إلى قراءة الحركة الشعرية وازدهارها ومتابعتها، فأخذ على
عاتقه قراءة اتجاهاتها قراءة متأملة جادة، ووقف عليها وقوف العارف بتفاصيلها
ومجرياتها وعوالمها، أثمر هذا الوقوف لباقة من الكتب المرجعية التي لا غنى لكل
باحث جاد عنها.
في نهاية الاحتفالية، كرّم الناقد د. يوسف بكار،
والناقد د. نايف العجلوني، والروائي د. محمود عيسى موسى، والشاعر أحمد الخطيب،
المشاركين في الاحتفالية، إلى جانب تقديمهم منارة الإبداع للمحتفى به.
إرسال تعليق