وقع الشاعر عمر أبو الهيجاء مساء
أول أمس، في القاعة الهاشمية لبلدية إربد، ديوانه الشعري الثالث عشر «سردٌ لعائلة
القصيدة» بمشاركة الناقدين: الدكتور يوسف بكار والدكتور عبد القادر رباعي، وأدار
حفل التوقيع الذي نظمه فرع رابطة الكتاب الأردنيين في إربد الشاعر أمين الربيع وسط
حضور من المثقفين والأدباء والأكاديميين والمهتمين.
واستهل الحفل الناقد الدكتور يوسف
بكار وقدم قراءة في ديوان «سردٌ لعائلة القصيدة» للشاعر عمر أبو الهيجاء، حيث رأى
د. بكار أن الشاعر عمر أبو الهيجاء ذو شاعرية راسخة تتجلّى الشعرية في شعره بسمات
فنية عدة، وأبو الهيجاء ككثير من الشعراء، لم يُرس سفينة شعره على شواطئ الشطرين
والتفعيلي، بل حطّ في برية قصيدة النثر كما يقول نزار قباني، الذي بدأ شطريا ثم
تفعيليا ومن ثم إلى بريّة قصيدة النثر.
وأشار د. بكار إلى أن ديوان «سردٌ لعائلة القصيدة» يكاد ينداح في
أكثر قصائده، ويجعل منه وحدة مترابطة وعائلة متراصة، فالشاعر يؤثث بالشعر ما قد
تناثر في أحلام المنشد، وتجيز له القصيدة أن يقرأ زبد التاريخ، وإذا ما جزنا
القصيدة العنوان إلى قصائد أخرى تظل القصائد الحرة بسطورها تطارد الشاعر وتحقق له
مقاصده وأهدافه.
وأكد د. بكار أن النزعة الصوفيّة سمة من سمات الديوان التي يجهر
بها الشاعر، وأن التكرار أيضا من سمات الديوان الأسلوبية ولاسيما تكرار الكلمات
والجمل، إنه تكرار توكيدي لا عبثي.
وقدم الدكتور عبد القادر رباعي قراءة في ديوان أبو الهيجاء قال
فيها: ليس مألوفاً أن يعنون ديوان شعر بمثل هذه العبارة: فكلمة سرد، تقرب الشعر من
نهج الرواية. نحن إذن أمام شعر يرتبط أوله بآخره في منظومة متساندة تساند مكونات
الرواية، فإن إضافة السرد والعائلة معاً إلى نص القصيدة، توجب النظر إلى الديوان
على أنه متلاحم الحلقات تلاحم أجزاء القصيدة.
ورأى د. رباعي في الإهداء (للصاعدين إلى دم المسيح في مسيرة الألم)
أن هذا الإهداء إنما هو علامة سيميائية دالة بالإيحاء على سقوف البوح فيما يوحى به
الهم العام الذي انشغل به الشاعر عند تفاصيل الديوان.
وقال د. رباعي إنه في لوحات الصور وتعدد أشكالها انبرت المفارقة
تزاحم غيرها ليكون لها موقعها المميز. فالمفارقة تعني صورة ساخرة تتشكل من
متنافرات، أمثال الصورة المثيرة في العنوان المختار: (كوميديا الألم)، ومثلها
امرأة تمنح فضتها للعشاق كي تصلي بين يدي القصيدة. والتجوال في شوارع الفقد،
وخسارات في معبد الحب. وفتنة النوم في سرير التعب. وورد الفراق. ووقت من ذئاب،
وذئاب في ثيابنا. و يا أيتها الحرب تمدين لسان الموت في أضلاع الحياة، ومن هنا نرى
أن الشاعر لا يغفل عن الايقاع.
وختم د. رباعي دراسته النقدية بالإشارة إلى أن شعر هذا الديوان
انفتح على أفق الحياة بكل آمالها وآلامها، وأحلامها وملاعبها في المكان والزمان
فالشعر في الديوان غذاء للروح، يسقيها من جماله كؤوساً تنفتح على كل جميل.
أما الشاعر أبو الهيجاء المحتفى به وبديوانه فقرأ ثلاث قصائد من
الديوان حازت استحسان وتفاعل الحضور معها.
وفي نهاية حفل التوقيع كرّم الشاعر الزعبي رئيس رابطة الكتاب ورئيس
الفرع في إربد الشاعر أحمد الشطناوي المشاركين والمحتفى به الشاعر أبو الهيجاء
بالدروع، وكما قدم رائد العمري درع اتحاد القيصر لأبي الهيجاء.
إرسال تعليق