بين الوشم والحكاية، تقفز خطوط التجديد، تتشكّل كما أريد لها، وليس كما تريد، هي نفخةٌ في صلصال الفكر والمعرفة، ووقوف على جادة الطريق المغايرة، أو لنقل المثابرة، أو المتّقِدة حتى تخوم الكشف والتحولات، هي بذرة الأرض الخصبة الناظمة لكل معطى لا يقرّ على شيء حتى يريه قوس المطر، تلك هي حكاية الوشم الذي تشجّر مساء أمس الأول في قاعة المؤتمرات والندوات في بلدية إربد الكبرى، حكاية زان محطاتها واقع جمالي لم يكتف باستنطاق الحقائق وهو يستنهض الأشجار في حدائق منارة الناقد د. عبد القادر الرباعي.
المنارة الثالثة التي هيّأ فصولها فرع رابطة
الكتابة الأردنيين بإربد، وهو يستمطر غيوم المكانة العلمية للمحتفى به د. الرباعي،
من خلال رحلة وضعت غزلَها في ثوب الرؤى والمقامات، لتصل إلى شرفة التأمّل التي
انفتحت على ما يريده الحضور من مثل هذه الندوات التكريمية الجادّة التي يؤثث علوّ
شانها نخبة من الأكاديميين.
بين الوشم والحكاية، والمنهج والتجديد، مارس
النقاد: د. مريم جبر، د. ليندا عبيد، د. تماضر العطروز، ود. عمر الفجاوي، تحكيك
بنية النص في محاولة لتجلية الصورة، وتقديم الدلالة على الألفاظ، وتحفيز الذاكرة للوقوف على مآثر المحتفى به، وتحييد اللغة المنطوقة وتسريد لغة الهمس
الوجداني.
في الحفل الذي حضره حشد من الأكاديميين ومثقفي
إربد ومبدعيها، قدّم المشاركون أوراقهم التي اتسعت وضاق بها الوقت، وهي تستدعي: تشكيل
منهج نقدي خاص، وتمكين المشروع النقدي من الوقوف على بنية الصورة الفنية وأساليبها،
وقيمة الجمال وقيمة القيمة، وحفر النص واستنباط الدلالة العميقة، ومرحلة التكوين،
وبدايات التأثير الأولى، ورسوخ البيان، وحكاية الوشم والسيرة الذاتية وتحولاتها، والعزف
على وتر الزمن وتقديم سيمفونية الرباعي الإبداعية.
د. الرباعي لم يفارق ما قدّمه المشاركون، ولكنه
وقف على محطات رديفة لما استحضروه، عارضًا للصور المتعدّدة في مساراتِ رحلته
الأكاديمية والإبداعية منذ وقوفه على مائدة الدرس ومائدة النص الأدبي، رحلة خاض
غمارها في دراساته وهو يفارق الاهتمام المتعدّد بالفنون، إلى حدائق الشعر الغنّاء،
لنقف جميعًا بين صورتين، صورة الناقد والأكاديمي المختلف وفنية الصورة في الشعر.
تصوير الأديب الفنان محمد الصمادي
إرسال تعليق