حوارية الإبداع الأدبي بين الموهبة والصناعة في بيت الثقافة

 

 كتب الدكتور سمير محمد أيوب

في السابعة من مساء يوم الاثنين 24/10/2022 في بيت الثقافة والفنون في عمان، وبوجود حشد كبير من المثقفين والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي، بعد كلمة ترحيبية من الأديبة فاتن أبو شرخ بالضيوف المشاركين وبالحضور، افتتح وأدار الشاعر الفنان محمد العامري، حوارية حول الإبداع الأدبي بين الصناعة والموهبة، نظمها فريق شذا الروح ممثلا بالأديبة فاتن أبو شرخ، والشاعرة إسراء حيدر محمود، والشاعرة مي الأعرج.

وقال د. أيوب إن الثقافة مسؤولية ثقيلة، لا يجادلن في قيمتها إلا جاهل، فالأمم لا ترتقي إلا بثقافاتها المنخرطة في همومها.

وأضاف أن السرد الفني يمثل الشكل الحداثي لأقدم ممارسة ثقافية عرفها الإنسان ألا وهي الحكي والذي يؤدي إلى إشباع رغبة الإنسان في معرفة ما حدث من خلال إعادة تشكيله وفق رؤية إبداعية.

وقال: يتحركُ الإبداع المتعمدُ عادةً، في مناطقَ شديدةِ الارتباطِ بالذاتِ المبدعةِ وبعناقيدِ القيمِ الإنسانية وبغائيةٍ منحازةٍ للحياة .

وأضاف مستطردا: يتكئ الكاتبُ في نحتِ مشروعِه الثقافي، على ذاتٍ موهوبةٍ متفردةٍ بمخزونٍ من الأحاسيس الإنسانية، وعلى إرثٍ ضخمٍ من المعرفةِ والخبرةِ والمهاراتِ المتكاملة، وهو قابضٌ على زمامِ لغةٍ ماتعةٍ سهلةٍ سلسةٍ، ومعانٍ وصورٍ تنساقُ إليه طوعا، دون أن يحيدَ عن مقتضياتِ الإبداع الأدبي وهذا هو ما يضعُ قدرةَ المبدعِ أمام تحدٍّ مُتعددِ الرؤوس، أوّلها امتلاكُ موهبة، وثانيها إمكاناتٌ معرفيةٌ وخبراتٌ حياتية، تمكنُه من مقاربةِ الواقعِ بعمق. وثالثُها امتلاكُ إمكانيات تقنيةٍ متطورة، تمكنُه من إتقان تعاملِه مع واقعٍ متحركٍ مُثقلٍ بالتداخل.

وأكد على أهمية القراءة ومسؤولية المجتمع في تغيير صورة المشهد الفوضوية وأهمية فرز المنتجات الأدبية، وركزت على رفع سوية الثقافة بتشجيع المبدعين وتنمية مواهبهم.

واعتبر الناقد مجدي ممدوح إن الإبداع الفني يعتمد على موهبة خلق الصورة الفنية، وإلا لا يمكن لأي كان أن يكون شاعرا مبدعا أو تشكيليا أو حتى موسيقيا.

وأضاف بأن تاريخ الفن يشير إلى أن الصورة الفنية بدأت بالصورة الشعرية كما أشارت نظرية أرسطو.

ومما قاله مدير الحفل الشاعر الفنان محمد العامري: إن تأثير الميديا في صناعة الثقافة الجديدة أدت إلى حالة من الفوضوية، ومن الواجب علينا البحث عن حلول لفرزها ووضع مفاهيم ترتقي بالمستوى الثقافي وتعبر عن هواجس المبتكرين ورعاية المبدعين.

وفي الجزء الأخير من الفعالية شارك الحضور بالنقاش والتساؤلات التي إضاءة على موضوع الأمسية وأثرها