على أيّ شيءٍ نراهنُ
كلّ الدّروبِ تؤدّي إليهِ
ولكنّ دربًا وحيدًا يؤدّي إليّ
ودربًا وحيدًا يقود إلى السّدرة المشتهاةِ
فعمّ تفتّشُ والنّور يسحب أطنابَهُ من
ربيعِ الزّمانِ إلى هوّةٍ لا تؤدّي إلى لغةٍ
منْ زمانِ الصّعودِ إلى الحُلْمِ في سالفاتِ
الأوانْ
إلى لغةٍ قد تُجدّدُ أيّامها والصّغارُ يتوقونَ
للفرحِ المستنيمِ على شجرِ اللّوزِ والكرمة
الجبليّةِ
ليسَ الضّبابُ يبدّدُ أيّامهم في صقيع اللّيالي
ولا يرهبونَ رياح الزّمانِ ولا يقرأون كتابَ
النّوازِلِ حين تدكّ العوادي،
ولا يرقبون جنون المكانْ
أيّ دربٍ يقودُ إلى شجرٍ في بلادٍ
النّوارسِ والمواويلُ تسرحُ في البحرِ
صاعدةً نحو سقف السّماءْ
ونحنُ نلملمُ راياتنا من نثار الهباءْ
نقول كلامًا، وبعض الكلام هو الجدّ
حين تثور المعاني وبعضُ الكلامٍ
غُثاءٍ
فيا دربُ لا نستديرُ إلى حيثُ كان الرّفاقُ
حديث المسافاتِ في زمنِ الذّارياتِ
وليست دروبِ المريدينَ فينا سواءْ
قد تقول المرايا كلامًا يصدّق أوهامنا
فليس الذي قد تقول هوىً أو رياءْ
قد نُخاتلُ أيّامنا فنرى في زوايا الكناياتِ
حلمًا توارى
نرى في المرايا الذي لا نرى
ونسرف في لعبة الكبرياء
هو العمر ينسابُ بين شقوق
الأزقّةِ في عتمة القهرِ
والفتيةُ الصّاعدون إلى بابَةِ الفجرِ
يبنون أحلامهم من صخور الحكاياتِ
في زمنٍ لا يغيبُ عن العينِ والبالِ
دومًا،
فإنّهمُ فتيةٌ يحرسون النشيدَ
ولا يحفظون الهتافَ المُنشّى
ولا يسأمون الغناءْ
إرسال تعليق