لم يكن حفلًا
تكريميًا عاديّا بل رؤية واضحة المعالم والملامح مليئة بالمحسناتِ الدلالية لفكرة
المنارة، هو ذلك الإيقاع الحقيقي، وارف الظلال، الذي مارسته رابطة الكتاب الأردنيين بإربد، مساء
أول من أمس، وهي تُقْدِم على خطوة جريئة للنبش في الذاكرة الإبداعية والإنسانية
لكلّ من سام في علمه وثقافته مرتبة قلَّ نظيرها وسرى حضورها وأينعت أشجارها، وأشرق
نورها بإنجازاته، لأن الأمم التي تكرم أعلامها أمم تستحق الحياة بجدارة، وما
التكريم إلا قوة تمنح الإنسان طاقة خلاقة، فالعالِم حسب د. موسى ربابعة لا يريد
مالًا ولا سلطانًا بل يريد كلمةً طيبةً تُقَدِّرُ رجاحة عقله مؤملًا أن لا يعيش
حالة الجحود والنكران في محيطه.
الندوة التكريمية
الأولى التي أقيمت في قاعة المؤتمرات والندوات في القاعة الهاشمية التابعة لبلدية
إربد الكبرى، ضمن المشروع الذي أسس له الناقد د. موسى ربابعة عميد كلية الآداب في جامعة اليرموك، وهو من المشاريع
العديدة التي يعمل على تنفيذها فرع الرابطة، حملت في مساراتها أقواس بهجة كشفت عن المشروع
النقدي والفكري لبكار، ومحطاته في الترجمة ونقدها، وجماليات درس بكار الأكاديمي
والأثر الكبير الذي تركه في طلابه، والحفر في الذاكرة النقدية التراثية والالتفات
إلى الخصوصية الثقافية العربية التي عايشها، وطرائق النقد ومذاهبه عند بكار، وصنوف
التأليف وسعتها، والتحقيق ومنجزاته، إلى غير ذلك من الأبواب التي حمل مفاتيحها د. بكار
وهيّأ لها وجودها المختلف في البنية النقدية والبحثية.
المحتفى به د. يوسف بكار قدّم
ورقة بعنوان " مسيرتي العلمية آفاق
ومرجعيات"، في الحفل الذي شارك في مفرداته الدكاترة: عباس عبد الحليم عباس،
عبد الكريم جرادات، عمر العامري، ومهند ساري، ركز فيها على بداياته في عالم
الكتابة والنقد وهو على مقاعد الجامعة، لأنها الأساس والأصل كما يؤكد في الممارسة
والتدرّب التي قادت إلى التنوع والتطور، ومهدت الطريق إليهما وإلى ما بعدهما من نضج
ومعرفة، لافتًا النظر إلى المحطات الأخرى التي وقف عليها، مثل الاهتمام بالموروث
تحقيقًا ونقدًا، والدراسات المقارنة بين العربية والفارسية، واشتغاله بالترجمة،
لأنه لم يعد حبيس النقد وحده كما يؤكد.
حياة
الكاتب د. يوسف بكار
ولد أ.د. يوسف بكار
يوسف حسين بكار في منطقة جسر المجامع في الأغوار الشمالية عام 1942، درس المراحل
ما قبل معهد المعلمين في مدارس الأغوار ربد، ثم التحق بمعهد المعلمين في عمان
وتخرج منه عام 1960. أوفدته الوزارة في بعثة علمية إلى جامعة بغداد عام 1961 فتخرج
فيها بدرجة البكالوريوس في اللغة العربية، وآدابها عام 1965. وفي عام 1967، أوفد
إلى القاهرة ليواصل تعليمه العالي فحصل على درجة الدبلوم العالي والماجستير،
الأولى من معهد البحوث والدراسات العربية، التابع لجامعة الدول العربية، والثانية
من جامعة القاهرة. بعد أن أنهى الماجستير التحق بالجامعة نفسها في قسم اللغة
العربية وفيه تخرج عام 1972، بدرجة الدكتوراه في النقد الأدبي بتقدير امتياز مع
مرتبة الشرف الأولى.عمل منذ تخرجه من جامعة بغداد في حقل التدريس، فدرس في كلية
الحسين بعمان وفي مدارس إربد، في الفترات التي كان يستريح فيها بين مرحلة دراسية
وأخرى. وبعد حصوله على درجة الدكتوراه عمل أستاذاً مساعداً ومشاركاً في جامعة مشهد
مدة ست سنوات، وخلال هذه الفترة عمل كذلك رئيساً لقسم اللغة العربية وآدابها
بجامعة الفردوس في مشهد. في عام 1978 عاد إلى الأردن ليعمل في جامعة اليرموك برتبة
أستاذ مشارك وأستاذ فيما بعد.الأكاديمي المتمثل بالتدريس والبحث الجامعين في
مجالات متنوعة، منها ما يتصل برئاسة وعضوية هيئات التحرير وتقويم للعديد من
المجلات ومن هذه المجلات أبحاث اليرموك ومجلة دراسات/ الجامعة الأردنية وحوليه
كلية الآداب/ جامعة قطر ومؤتة للدراسات، ومنها ما يتصل بعضوية المتخصصة كلجنتي
البحث العلمي في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، واللجنة
الوطنية العليا للبحث العلمي التابعة للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ولجنة
إعداد شروط ومعايير الإنتاج العلمي للترقية في جامعة اليرموك، ولجنة ندوة الإسلام
والغرب في جامعة اليرموك والعديد من اللجان التي يصعب حصرها. وهو مقيم لبعض
الدراسات الأكاديمية الماجستير، والدكتوراه المقدمة لمجلس التعليم العالي من أجل
الاعتماد، كما أنه ممتحن خارجي لبعض الرسائل الجامعية على مستوى الدكتوراه في بعض
الجامعات العربيّة، والدولية إذْ قام بفحص الإنتاج العلمي المقدم للترقية إلى
رتبتي أستاذ وأستاذ مشارك في عدد من الجامعات منها: جامعة "فرجينيا"
الأمريكية، جامعة الملك سعود الرياض وجامعة بغداد وغيرها من الجامعات. حصل
الأديب الناقد يوسف بكار تقديراً لجهوده العلمية المخلصة في الأدب والنقد على عدّة
جوائز منها:
جائزة التفوق في التدريس/
جامعة مشهد لعام 1973.
جائزة التفوق في البحث
العلمي/ جامعة اليرموك لعام 1984.
جائزة الدولة التقديرية
في الآداب (الدراسات الأدبية النقدية)، وزارة الثقافة، الأردن، 1992
بالإضافة إلى شهادات تقدير
من كل من: نادي الحسرة الثقافي، اللجنة العليا لمعرض الدوحة الحادي عشر للكتاب
مركز الوطن العربي (رؤيا) بالإسكندرية، كما أقام المركز المذكور ندوة تكريماً له
ندوةً خاصة بعنوان "الدكتور يوسف بكار باحثاً وناقداً لعام 1989.
قراءة هادئة في
"الأرض غير المقدسة" للدكتور أ.سي. فورست. مجلة المنتدى، العدد (38) –
أيلول 1986
المقايسة النقدية قبل القاضي الجرجاني. مجلة
آفاق الثقافة والتراث – دبي، السنة (3)، العدد (11) – كانون الأول 1995
الترجمة مشكلات وأخطاء (رباعيات الخيام
نموذجاً). حولية كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية- جامعة قطر. العدد (19) –
1996. 28 – النص بنية وحدث: محاولة إسهام في مشروع تيار نقدي شامل.
العودة إلى طه حسين.
البحرين الثقافية. السنة (5) ، العدد: يناير 1999.
إحسان عباس وتحقيق الشعر
في كتاب: إحسان عباس ناقداً، محققاً، مؤرخاً. مؤسسة عبد الحميد شومان. عمان. 1998.
مؤلفاته
الدراسات الأدبيّة والنقدية
اتجاهات الغزل في القرن
الثاني الهجري، ط3، دار الأندلس، بيروت، 1986.
بناء القصيدة في النقد
العربي القديم (في ضوء النقد الحديث) ط3، دار الأندلس، بيروت، 1986.
قراءات نقدية، دار
الأندلس، بيروت، 3 طبعات، 1980، 1982، 1986.
قضايا في النقد والشعر،
دار الأندلس، بيروت، 1984.
في العروض والقافية،
طبعتان، دار الفكر، عمان، 1984، دار المناهل بيروت، 1990.
الأدب العربي (من العصر
الجاهلي حتى نهاية العصر العباسي (1)، بالاشتراك مع د.محمود السمرة وآخرين – وزارة
التربية والتعليم وشؤون الشباب – سلطنة عُمان، 1985.
الوجه الآخر: دراسات
نقدية. درا الثقافة – الدوحة، 1986.
الترجمات العربية
لرباعيات الخيام: دراسة نقدية، مركز الوثائق والدراسات الإنسانية، جامعة قطر –
الدوحة، 1988.
الأوهام في كتابات العرب
عن الخيام، دار المناهل، بيروت، 1988.
من بوادر التجديد في
شعرنا المعاصر، طبعتان: الأول عن وزارة الثقافة والإعلام – بغداد، 1990، والثانية
عن دار المناهل – بيروت، 1995.
أوراق نقدية جديدة عن طه
حسين، دار المناهل – بيروت، 1991.
في النقد الأدبي (إضاءات
وحفريات)- دار المناهل- بيروت، 1995.
منهج قراءة النص العربي
(بالاشتراك مع د.نهار الموسى، ود. صلاح جرار، ود.داود غطاشة). جامعة القدس
المفتوحة – عمان ط1: 1995 ط2: 1997.
العروض والإيقاع
(بالاشتراك مع د.خليل الشيخ). جامعة القدس المفتوحة، 1977.
الرحلة المنسيّة: فدوى
طوقان وطفولتها الإبداعية. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2000.
نحن وتراث فارس، دمشق
2000.
عصر أبي فراس الحمداني.
مؤسسة جائزة البابطين – الكويت 2000.
سادن التراث: إحسان
عبّاس. المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر، بيروت، 2001.
العين البصيرة: قراءات
نقديّة. كتاب الرياض (رقم 86) – 2001.
الترجمة الأدبيّة:
إشكاليات ومزالق. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2001.
التحقيق والبيليوغرافيا
قصيدة الناشئ الأكبر في مدح النبي ونسبه. تحقيق ودراسة، مجلة مجمع
اللغة العربية الأردني. العدد المزدوج (3و4). كانون الثاني 1979.
شعر ربيعة الرقي: جمع
وتحقيق ودراسة، طبعتان:
*ط1: وزارة الثقافة
والإعلام – بغداد 1980.
*ط2: (فريدة ومنقحة). دار
الأندلس، بيروت 1984.
شعر زياد الأعجم. جمع
وتحقيق ودراسة، طبعتان:
*ط1:وزارة الثقافة
والإرشاد القومي. دمشق 1983.
*ط2: دار المسيرة، بيروت
1983.
شعر إسماعيل بن يسار
النسائي: جمع وتحقيق ودراسة. دار الأندلس، بيروت 1988.
عمر الخيام والرباعيات في
آثار الدراسين العرب. دار المناهل، بيروت 1988.
رباعيات عمر الخيام.
ترجمة مصطفى وهبي التل (عرار) تحقيق واستخراج أصول الدراسة، طبعتان:
*ط1: دار الجيل، بيروت،
ودار الرائد العلمين في عمان 1990.
*ط2: أمانة عمان ودار
الرائد – عمان 1999.
الترجمة:
دراستان من وشو: كتاب
"قصتي مع العنتر" لنزار قباني إلى الفارسية (بالاشتراك) مع د.غلام حسين
يوسفي، طبعتان:
ط1: منشورات طوس – طهران
1977.
ط2:منشورات طوس-طهران
1991.
سياسات نامة (سير الملوك)
لنظام الملك الطوس (ترجمة عن الفارسية([1]) طبعتان:
ط1: دار القدس – بيروت
1980.
ط2: دار الثقافة –
الدوحة، قطر 1987.
كزيدة أي أز شعر عربي
معاصر. ترجمة كتاب "مختارات من الشعر العربي الحديث" للدكتور مصطفى بدوي
(بالاشتراك مع المرحوم د.غلام حسين يوسفي)، منشورات اسبرك. طهران 1991.
البحوث والمقالات
المنشورة في المجلات والدوريات:
كنّا قد أشرنا ليها من
قبل، وهي كثيرة جداً وتند عن الحصر في هذا المعجم لذا سنكتفي بذكر بعض منها:
نازك الملائكة وبداية
الشعر الحر – مجلة الأقلام – بغداد، السنة الأولى، العدد السابع، آذار، 1965.
فدوى طوقان ودورها في أدب
المقاومة في الأرض المحتلة- مجلة البيان- الكويت، العدد (36) – آذار 1969.
أثر القرآن في شعر حسان
بن ثابت، مجلة كلية الآلهيات والمعارف الإسلامية – جامعة مشهد، العدد الرابع 1972.
الفارسية وآدابها في
البلاد العربية، مجلة كلية الآلهيات، جامعة الفردوس، العدد 12/1974.
كوميديا الشرق الآلهية...
جاويدنامة محمد إقبال/ حلقات في جريدة الرأي من 13/2 – 6/3/1981.
شارك في كثير من
المؤتمرات والندوات العلميّة المتخصصة في الأدب والنقد المتفقدة في الأردن وخارجه،
وقدّم فيها أوراقاً وبحوثاً جادة، وهي أكثر من ستين ندوة مؤتمر يضيف المجال عن
حصرها في هذا المعجم، لذا سنشير إلى أبرز هذه الندوات والمؤتمرات فيما هو آت:
المؤتمر الدولي الثالث لتاريخ بلاد الشام، عمان – 1981، ندوة شوقي وحافظ بمناسبة
مرور خمسين عاماً على وفاتهما، جامعة القاهرة – 1982، مؤتمر الذكرى التاسعة لطه
حسين، جامعة البنا بمصر 1983، مؤتمر اللغة العربية في الجامعات العربية/ الجزائر –
1984، ندوة تأثيرات التغيرات الاجتماعية في الأدب العربي المعاصر، جامعة ما بناد
تيرالا/ الهند – 1985، المؤتمر الدولي الرابع عشر للفنون وتبادل المعلومات، مدريد/
إسبانيا –1987. حصل الأديب يوسف بكار على العديد من الجوائز المحليّة والدوليّة
تقديراً لجهوده في البحث العلمي والأكاديمي التي أنتج من خلال ما يزيد على ثلاثين
كتاباً بين دراسة أدبيّة ونقدية وتحقيقيه وترجمته، كما حرَّر العديد من الكتب ونشر
أكثر من أربعين دراسة ومقالة في الدوريات المحلية والعربية كمجلة أفكار التي تصدر
عن وزارة الثقافة وراية مؤتة وأبحاث اليرموك ومجله عالم الكتب/ السعودية وأفلام
العراقية والبيان الكويتية والعرفان اللبنانية ومجلة المنتدى في ذي والفكر
الديمقراطي القبرصيّة وغير ذلك الكثير الكثير.
أشرف على العديد من
الرسائل الجامعية الماجستير والدكتوراه في جامعة اليرموك، كما اشترك في مناقشة عدد
كبير من الرسائل الجامعية أيضاً في جامعة اليرموك وغيرها من الجامعات الأردنية
والعربية والدولية ويزيد عدد الرسائل التي أشرف عليها أو اشترك في مناقشتها على
خمسٍ وخمسين رسالة علمية وبعض الطلبة الآن أساتذة في الجامعات الأردنية والعربية.
حظي إنتاجه باهتمام الطلبة والمختصين إذْ تعد بعض كتبه مراجع في حقولها، كما أفردت
دراسات عدّة حول جهوده النقدية والأدبية من لدن الراصدين لتطور الفكر النقدي
الأردني والعربي، كما اهتمت بنتاجاته وسائل الإعلام الصحفية والتلفزيونية، إذ أجري
معه حوالي ثلاثة وأربعين لفاءً إذاعياً وتلفزيونياً وصحفياً. وهو يتقن بالإضافة
إلى العربية الفارسيّة والإنجليزية.
_____
المصدر: موقع الكتّاب
أحسن الله إليكم، في هذا المرور العبق الوافي الشافي
ردحذف