عندما كنت مبصرا ، كانت تلحقني لعنة
المشاهدات فلا أرى إلا بأم عيني،
والعين شجون وطرائق ومفازات منعرجات
تحتويني ،
لا تمهلني ،
تأخذني ولا تبصرني ،
تعيدني ولا تراني ،
تلهمني المفازات إلى الضياع
والرؤى إلى دهماء الحجر وسكونه ،
عادت لي بصيرتي،
عندما فقدت بصري
لن أحتاج بعد اللحظة
أن أغمض عيني لأرى،
هذا الفضاء من دهشة العتمة
يفتح أفق البصيرة
يعيدها مبصرة ،
تسيح في زرقة وحدتها
تتحسس حضورها فتراني ،
كأني بها حلم
يلتقط لواعج عالم من دهشة وسحر ،
تلك الفتنة الوارفة في تفاصيل الظل
والياسمين والزيزفون،
عالم من ماء وأرائك ودهشات ،
أنت ترى وحسب ،
وهذا العقل الذي كلفته رحل عنك
تريده،،! ،
كم أتعبني وأثقفك
عالم من امتلاء؛
حضور الدهشة ، غياب الجسد ،
كائن من شفيف الوجد ،
من نسيم الصبح،
من خرير الماء ،
من عزف نايات تنادي ،
من ظلال الحور في ليلة مقمرة ،
وأنت قبض يد عتمة مشتعلة وأسفار مهملة
هذا البهاء لي ،
ليس له إلا أنا ،
أريح قلبه على كتفي
وأنام في ظله،
نعمة البصيرة زوال البصر ،
خروج الدهماء منك ،
تحررك من لحمك ودمك ،
تفتقك كائنات ،متوليات
متوالية تجب متوالية
متوالية تجب متوالية
بعضها يجب بعضا
أنت منك لست لك ،
كل شيئ ،
ينفك عنك
يخرجك طازجا ،
تتولد مع كل لحظة
كائن مستدام الدهشة ،
مثل كل الكائنات التي لا ترى
بل ككل الذين ماتوا
وانساحوا روحا في دوح هذا الريح الذي تحرر من
جسد ،
إنه اختبار قيد الروح في جسد
ضبط الجسد بعقله،
تمثل النفس صخرة أو هوى أو غار،
إنه أمان الانعتاق إلى الداخل
اندحار البصر أمام البصيرة
إقامة جنتك دون عقل ولا قيد ولا جسد ،
أنت واحد ولا أحد
كل هذا الكون مدد
مدد،
مدد
إرسال تعليق