في محاولة للقبض على شعاع الوجد الإنساني، وفي خضم تنابذ العالم، أقيم مساء أول من أمس، في قاعة المؤتمرات والندوات في القاعة الهاشمية لبلدية إربد الكبرى، وبتنظيم فرع رابطة الكتاب بإربد، ندوة " أسرى يكتبون وشعراء يقاومون".
الندوة التي حضرها نخبة من مثقفي عروس الشمال،
إربد، وأدار مفرداتها الروائية صفاء أبو خضرة، حضر فيها الوسم الفلسطيني الذي نقشه
على غرَّةِ الغيوم، الكاتب المحامي حسن عبادي، والكاتب د. نبيل طنوس.
الندوة نفسها، فرضت فيها المعاناة حضورها
الأكمل الذي صوّبَ شرفاتها على الفضاء الأبهى، فلسطين وجهة الضمير الحي، والرمز
الأغلى، الأسرى الذين فقهوا الحرية في سياقها الإنساني، في دقائقها المعدودة قولًا، والمتصلة وجودًا،
عبر مسارين اثنين، كان الأوّل لكتاب " الكتابة على ضوء شمعة" للعبادي،
والثاني " سميح القاسم- شاعر الغضب النبوئي" لطنوس.
الكلمة التي أفردها رئيس رابطة الكتاب
الأردنيين الشاعر أكرم الزعبي، في مستهل بدء فعاليات الاحتفالية، لم تترك أثرًا روحيًا
إلا وذهبت لاستدعائه من أجل إعلاء منارة الحق والحقوق، ولم تترك جدارًا قائمًا إلا
وعملت على تحطيمه، وهي تقفز من سهول حوران إلى مروج فلسطين، ولم تترك قافلة للأمل
إلا وسارعت بتحديد مساراتها في سياق تلاحم الشعب الواحد.
وأكد الزعبي أن كل لغات العالم لا تستوعب ذلك الحب
والشوق لفلسطين، لأنها هاجس كل واحد فينا، مشيرًا إلى أن الرابطة عقدت ما يقارب 25
ندوة عاينت فيها مؤلفات الأسرى، مضيفًا أن الأسرى ينتظرون بشوق عقد هذه الندوات
التي ترفع من معنوياتهم، منوها بجهود الكاتب المحامي العبادي
في قراءته، وتحفيزًا للذهاب بعيدًا في تصفّح
كتاب طنوس، حضر الوعي الدلالي عند الشاعر د. محمد الزعبي، وهو يتابع محطات ومحاور
الكتاب، بدءًا من العنوان، ومروراً بالتحولات التي وقف عليها، وانتهاء بالملحوظات،
مبيّنًا أن الكتاب مكوّن من أربع مقالات، الأولى: ثلاثية الانتماء في شعر سميح
القاسم، والثانية صيرورة الإبداع في شعر القاسم بعد النكسة، والثالثة الألم والأمل
وما بينهما، تعالي لنرسم معًا قوس قزح نموذجًا، والرابعة الأساليب الفنية في قصيدة
الانتفاضة " تقدموا".
ومن جهتها كشفت الناقدة د. مريم جبر وجدانيًا
عن أبعاد كتاب العبادي، الكتاب الذي يُقرأ بالذات ومن الذات، وينطلق نحو تأصيل
المشاعر والانتماء إلى محتوياته والإحساس بها، ولم يكن الأمر سهلًا، لهذا استندت د. جبر على
بنية الانثيال النصي والصعود مع النصوص المدوّنة بين دفتي الكتاب إلى أعلى منازل
التشكيل والتكوين الذاتي والنفسي.
الشاعر والمترجم طنوس، شرح في كلمة موجزة
أسرار الكتابة والتنوّع في مؤلفه الخاص بالشاعر القاسم، مؤكدًا على أهمية وضرورة
تعليم أبنائنا قيمة طرح الأسئلة وليس الإجابة عليها، كما فعل هو عندما طرح أسئلة
مشروعة ومهمة حول موضوع كتابه.
فيما تطرق الكاتب المحامي العبادي إلى بنية
كتابه، وطريقة تأصيله وتأثيثه، والشروع بإظهاره إلى النور في سبيل التقاط تفاصيل
معاناة الأسرى وأحلامهم وطريقة معالجتهم لدقائق الأمور التي تحدث في زنازين العدو
الصهيوني.
وقال النائب محمد عقيل شطناوي، الأردن وفلسطين
توأمان، مؤكدًا على الدعم الأردني والمساندة الكاملة للشعب الفلسطيني.
ومن جهته شكر مصطفى عبد الفتاح في كلمة موجزة
له باسم اتحاد الكتاب الفلسطينيين الكرمل، رابطة الكتاب الأردنيين على هذا النشاط
الكبير، لافتاً النظر إلى كتابي العبادي وطنوس والجهد المبذول في العمل.
وفي نهاية الندوة كرّم رئيس رابطة الكتاب الأردنيين الزعبي والنائب شطناوي المشاركين والضيوف والأسرى بدروع تكريمية.
إرسال تعليق