سحبٌ حمراءْ
والأرضُ تجذَّرَ فيها
الحزنُ
على بقعٍ جرداءَ
وليلي قِطٌ أسودُ يَجثو في جُبٍّ معتمْ
صوتٌ هرمٌ يحفرُ حنجرتي
وحشٌ مخفيٌّ ذو نابٍ أزرقَ
يخرجُ منْ جِلدي
تنزِعُ جلدةَ رأسي قبضتُه الحمقاء
يَسري بي فوق وُحُولِ شائكةٍ
في أوديةٍ لا يُدركُ فيها
غيرُ حسيسٍ وأوار
جاثومًا كان، يشدُّ الخانوقَ على عُنُقي
أم أنَّ شياطينَ الغبراءِ يُوحدهم نِفْطٌ
يحرقُ ما اخضرَّ به
حُلُمي؟
ذعرٌ أيقظني
جمَّد أورِدتي
الوقتُ يمرُّ بطيئًا
وأنا أتكوَّمُ في ركنٍ بارد
الليلُ طويلٌ ينتظرُ الفُرجةَ
من شمسٍ ما زالتْ نائمةً
خلفَ تلالٍ سوداءْ
أجراسٌ تعلو بطهارةِ راهبةٍ
وصلاةِ بتولٍ
وترانيمْ
ومآذنُ يعرجُ منها اسمُ الله
تصدحُ في أمكنةٍ صماءَ
على هدأةِ جرسٍ
في جوفِ فضاءٍ أدهم
هبَّ نداءٌ بجوارِ الحيِّ الغافي وتَشَرَّبَني
سكنتني التكبيرةُ تلوَ الأخرى
شُحرورٌ يَسقيني ماءَ التسبيحِ زُلالًا
ونطيرُ معًا
تَحمِلنا أجنحةٌ بيضاءُ
إلى مِيضأةٍ منْ نور
يتوضأ قلبي ويُصلي
جُدرانُ المسجدِ منْ نور
الناسكُ نور
وبِساطٌ تحتي يَرشَحُ بالنور
أصعدُ بالصَّحو إلى شمسٍ تُشرقُ بي
عَليائي سُكنايَ وفيروزُ تُغني
"الآن الآن وليس غدا"
خَبْءٌ ما يَصرفُني عني
ماذا لو جاءكَ صحبُكَ
يَستفتونكَ فيما يَحدثُ من أوزار؟
تسألنِي ذاكرتي
طُرُقاتٌ لا أعرفها
وبيوتٌ تَجهَلني
ينفِر مني منْ همْ حولي
تُقصيني ذاكرتي عني
"الآن الآن وليس غدا"
هل حَقًا
فيروزُ تغني؟
هل حقا ما زلت أفكر في وطنٍ ضُيِّعَ مِني؟
لستُ أنا منْ كان أنا
بعضٌ مني تَسرقه الطرقُ
الموصولةُ بالصحراءْ
بعضٌ مني يُشغله العَسسُ
المُتخفي
إذ يرصدُ في غُبنٍ معنى ما يصدرُ من
كلمات
وأنا ما زلتُ غريبًا عني
لا شيءَ يُشاغلني إلا ترديدٌ
يَشجُر بين جُموعٍ
حاشدةٍ في رأسي
"
الآن
الآن وليس غدا"
____
5/7/2022
إرسال تعليق