ضمن
فعاليات مهرجان منتدى الجياد للشعر الفصيح لعام 2022، توجّهت اللغة إلى براريها
الكاشفة بحثًا عن صياغات تنهل من العادي المألوف، متقاطعة مع حدوس الذات الرائية
التي تستدرج مراوغات الفضاء الإيقاعي للبنية الشعرية .
الأمسية نفسها التي أقيمت في الساحة السماوية لبيت عرار
الثقافي، تحت رعاية د. إيمان الجودة، تواشجت فيها الكلمات التي تقف على أهمية
المهرجان ونوازعه للولوج إلى عوالم الشعر والشعراء، مشيرة إلى ديمومة الفعل
الثقافي الذي يتبناه المنتدى، جاء ذلك في كلمات قدمتها راعية الأمسية والمهرجان د.
الجودة، والأديبة روند الكفارنة.
هي ذاتها
الأمسية التي أدارها الشاعر حسين الترك، برسائله القابضة على جمر التجربة وتأصيلها
في كلمات تؤثث التقديم تأثيثًا واعيًا ينبري لقول ما يمكن قوله لضبط المسميات
وتأصيلها، هي ذاتها التي رفع قوافيها ومسلتها البصرية الشعراء: حسن البوريني،
إيمان العمري، جروان المعاني، عمر أبو الهيجاء، وعاقل الخوالدة.
وفي نهاية الأمسية
قام رئيس منتدى الجياد وراعية الأمسية بتكريم الشعراء المشاركين.
من أجواء نصوص
البوريني:
" تركتُ المحطةَ للناطرينَ
وعفتُ البقاءَ
وعُفتُ السَّفرْ...
وبعتُ الحقائبَ للعابرينَ
بجِعّةِ صَبرٍ
ومِلتُ بكلِّ الجهاتِ
كظلٍّ
أحاورُ بالصّمتِ وجهَ القمرْ...
وقلتُ لراعي الرّحيلِ
: أغثني
ففي الجَوفِ جوفي
نَبيٌّ كَفرْ"....
ومن أجواء نصوص
العمري:
ليس فينا نبي
وما من هدهد يخبرنا عن غيب قادم
ولا عصا نهش بها على أحلامنا الغائبة
ولا مزامير تعيد ترتيب حواسنا من جديد
ولا يد تمسح على أوجاعنا العميقة...
من يخبرك عن أناك التائهة
من يخبرني عن اتجاه الضوء في بطن الحوت
من يخبرني عن سرّ الوقت المنهك
هل شاخ الزمان واقتربت ساعتنا
أم أن كل هذا الموت
ينذر بيقظتنا ؟
ومن أجواء نصوص
المعاني:
" وأنت تنتهكين ستر وحدتي
تذكري بأني لا أحب الأسئلة
ولا روايات المدن الموجعة
ولا حكايات السماء وهي تعزف الحان الحزن القديم
فأنا ابن الصلاة والآمال المعلقة".
وأنتِ تعدين حقائب السفر
تاركة خلفك تجاعيد وجهي
بعض ندوبٍ على جسدي حفرتها أظافركِ
ذات ليلٍ طويل
لا تنسي
أن تواسيني ضاحكة
سامحني انه القدر
وأخبريني بأني جميل".
ومن أجواء نصوص أبو
الهيجاء:
"قالت: يا أناي
خذني ولا تذر الروح في خيالات الورد عطشى
أسرج الخيل
لا تنتظر أحدا
قلبي الطريق
قال: يا امرأة من فلقة الصبح
أنا في هضاب الجسد
ماء يفيض
أنا زرقة النار
معنى الوجد و الوصل
أنا احتراق عاشقين
على سجادة الهوى".
ومن أجواء الخوالدة:
" لوْ كُنتُ طَيرا... ما ضَمَمتُ جَناحا
أو كنتُ طَيفَا عابِرَا ورِياحَا
فَسَرَقْتُ مِنْ شمسِ الشّروقِ مَلامِحي
أو كُنتُ نجما لامِعا وضّاحَا
***
رافقتُ أسرابَ الحمامِ فلمْ أعُدْ
للأرضِ ثانية لكيْ أرتاحَا
ومللتُ من مشيي و غزلانَ المها
واشتقتُ وجه الظبي.. حينَ أشاحا".
إرسال تعليق