-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية
  • جديد الموقع
  • جاري التحميل ...
  • جديد الموقع
  • قراءة في رواية رياض سيف / الرحيل نحو الوجهة الأخرى بقلم: الكاتب محمد المشايخ

    محمد المشايخ

    ما بين السيناريو والسرد، يبدع الأديب رياض سيف روايته(الرحيل نحو الوجهة الأخرى: وجهان في الذاكرة) الصادرة أخيرا في عمان عن دار وائل للنشر، في محاولة منه للتأسيس لمشروع روائي ابتدأه بروايته المشهورة(التراب المر)، هذا المشروع الذي يُبرز على الصعيد الموضوعي معاناة الإنسان العربي ويلتزم بها، وفي الوقت نفسه يسعى للتغيير في تقنيات وجماليات الرواية العربية لتستوعب طموحات وتطلعات الجيل الجديد، في الوصول إلى شكل روائي فيه الكثير من الخلق والابتكار ليواكب مرحلة ما بعد الحداثة، ومن هنا يلاحظ القارئ، أن البطولة في هذه الرواية للسرد، وليست للبطل أو لغيره من الشخصيات كما جرت العادة.

    تتلخص هذه الرواية التي تتألف من فصلين، وتقع في 210صفحات، والتي كتب مقدمتها الأديب الفلسطيني الكبير الراحل"علي الخليلي"عام2002، في سفر بطلها "زيد البيراوي" من فلسطين إلى ليبيا من أجل العمل، فتصف معاناته في الصحراء وأهلها، وتبث شوقه وحنينه لوطنه وأهله، ومشاركتهم في أثناء اغترابه في معاناتهم الناجمة عن الاحتلال وإجراءاته وممارساته الإرهابية، وحين يلتقي في تلك الصحراء بـ"خدوج"، تبدأ حياته بالخصب والاخضرار، وينجبان معا(فرج)الذي يعتبر هنا الأمل للخلاص من الاغتراب ومن الاحتلال معا.

    تتداخل الأجناس الأدبية والفنية في هذه الرواية، ففيها الشعر، وأدب الرحلات، والسيرة الذاتية والغيرية، والأساطير الرومانية، والحوار المسرحي، ولكثرة ما فيها تداعيات ومونولوجات، فقد غدت رواية سيكولوجية بامتياز، أما الخيال الخصب والمحلق والمجنح الذي امتلكه رياض سيف، فقد ألهمه سردا طويلا مميزا، التأم شمله مع قدرته على الوصف، فأبدع من قلب الملل والزهق الصحراوي جنة خضراء، على الأرض من جهة وفي فن الرواية من جهة أخرى، فحظيت بقدر كبير من جمال اللغة، وأناقتها، وبلاغتها، وحاستها الشعرية؛ ويُحمد للروائي هنا إجراءه التقديم والتأخير في السرد، فما ورد في الصفحة الأولى من الرواية، يتكرر في الصفحة الأخيرة منها، وذلك يعني، أن رياض سيف هندس روايته وشـّيد معمارها الفني والموضوعي بنضج ووعي وطني، وإحساس فني عالٍ.

    رياض سيف، أحدث في روايته تماسا مع السياسة والجنس، فهو الروائي العربي الوحيد الذي تطرق للأوضاع في ليبيا، وما كانت تشهده قبل الربيع العربي، إذ لم يكن أحد غيره من الروائيين يجرؤ على فعل ذلك، وهو أيضا، يجمع شابا وفتاة، كانا في جفاف عاطفي، وحرمان إنساني، وبينما هما في صحراء قاحلة، يلتقيان، وتحتاج مناجاتهما وإجراءاتهما للقاء الجسدي، إلى صفحات، أخرج فيها رياض سيف، كل ما يمتلكه من قدرات سردية، دون أن ينسى ملكاته في صياغة السيناريو، لتكون الرواية عند نهايتها، جاهزة للعرض الدرامي.

    لا علاقة لهذه الرواية، بالروايات التي صدرت سابقا لثلاثة روائيين سافروا إلى السعودية، ليعملوا في سلك التعليم هناك، ثم عادوا إلى الأردن، ليبدعوا روايات حول تجربتهم تلك، ولكن رواية الرحيل نحو الوجهة الأخرى، إضافة نوعية لتلك الروايات، ولا سيما وأن مبدعها رياض سيف، قد عمل محاسبا في ليبيا خلال السنوات1973-1979، ومن وحي تجربته العملية هناك، وكجزء من سيرته، كانت روايته، أما الروائيين المعنيين هنا فهم: يحيى يخلف في روايته «نجران تحت الصفر» والتي صدرت في العام 1980، وجمال ناجي في روايته «الطريق إلى بلحارث» والتي صدرت في العام 1982، وبيئتها السردية كانت في محيط جبال عسير، وإبراهيم نصر الله في روايته«براري الحمّى» والتي صدرت في العام 1985، وبيئتها كانت في قرية سعودية جنوبية تدعى «القنفذة» في منطقة سبت شمران.

    يذكر أن الأديب رياض سيف، من مواليد ذنابة/طولكرم عام1949، عضو في الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، وفي رابطة الكتاب الأردنيين، وفي الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، حاصل على بكالوريوس اقتصاد من الجامعة الأردنية عام1972، وحضر عدة دورات متخصصة في المحاسبة والاقتصاد والكمبيوتر والتصميم الفني والصحفي،

    عمل خلال السنوات 1973 وحتى 1979 محاسبا في ليبيا، ثم تابع عمله في الأردن، ثم مدققًا في الشركة العربية للصناعات الدوائية بعمّان خلال السنوات1979 - 1995، وعمل أيضًا مديراً لتلفزيون الاستقلال برام الله خلال السنوات 2000 - 2010. وحاليا متفرغ للكتابة الفنية.

    بدأ الكتابة الأدبية في الصحف الأردنية والبيروتية والليبية مبكرا منذ عام1966، له 20 عاماً في الإنتاج التلفزيوني وكتابة السيناريو كاحتراف ومهنة في مجال الإنتاج التلفزيوني وكتابـة المسلسلات..

    من مؤلفاته:

    1. سيدتي الأرض ، سيدي الوطن (شعر) 1989 م

    2. حكاية الولد الفلسطيني طارق الكنعان (حكاية شعرية) 1988م

    3. شادي يرسم صورة وطنه (حكاية شعرية) 1988م

    4. التراب المر (رواية) 1990 م

    ويبلغ عدد المخطوطات الروائية والمسرحية الجاهزة للطبع لديه(سبع مخطوطات)، وقد كتب عددا من الروايات والمسرحيات التي تمت إجازتها للطباعة أو العرض التلفزيوني أو في طريقها للتنفيذ ، وكتب أفلام «الاجتياح»2007 ، و(المصير) و(وقال الحاجز).

    *في مجال الإنتاج التلفزيوني وكتابة المسلسلات، حقق(48)مسلسلا تلفزيونيا، نفذ منها ما يقارب(40)مسلسلا وسهرة تلفزيونية وسباعية، إنتاج شركات عربية، وأهم هذه الأعمال:مسلسل الاجتياح، التراب المر، عرس الصقر، بوابة القدس، المبروكة، تورا بورا، رحلة زمن، المنسية، عيلة فهيم، الاختيار الصعب، الإصرار العنيد، ومعظم هذه المسلسلات باشتراك نجوم سوريين.

    أما أكثر مسلسلاته تميزا:

    *مسلسل (التراب المر)الحائز على تكريم وتقدير الدولة في الأردن، كونه أحيا الدراما الأردنية بعد ركود"وطني ترميزي".

    *مسلسل (عرس الصقر)الحائز على الجائزة الذهبية في الدراما العربية في مهرجان تونس عام1999، والجائزة الفضية في مهرجان البحرين للإعلام.

    *مسلسل (الاجتياح)الفائز بالجائزة الذهبية لمهرجان إيمي الأمريكي، ومن أهم الأعمال الدرامية في تاريخ الدراما العربية.

    *أفضل كاتب سيناريو لعام2008في مهرجان البحرين للإعلام.

    *مسلسل(بوابة القدس)لعام2011فاز بالجائزة الذهبية في مهرجان البحرين (17/5/2012).

    *مسلسل وفيلم(تورا بورا):(مسلسل كويتي)الحائز على الجائزة الذهبية في مهرجان الخليج السينمائي كفيلم عام2013والذهبية كمسلسل في مهرجان الخليج بالبحرين عام2016.

    *إضافة إلى تكريم خاص في مهرجان تونس للإعلام2009.

    *تكريم دولة فلسطين/وزارة الإعلام الفلسطينية عن مجموعة أعماله التلفزيونية2013.

    *عضو لجنة تحكيم في مهرجان Jordan awordللأعمال الدرامية العربية 2013.

    *آخر أعماله تحت التنفيذ مسلسل سعودي عن رواية(الطريق إلى مكة)للكاتب والمفكر الإسلامي محمد أسد(ليوبيد فايس)/لشركة مصرية سعودية.

    *مسلسل أمراء القدس/وثيقة تاريخية ودرامية تلخص أحداث فلسطين من عام1920وحتى عام1948، بتفاصيل الحياة النضالية والثقافية والاجتماعية والحضارية بصورة مشوقة وطرح عالمي.

    *في مجال تجربة الأفلام السينمائية تحقيق فلمين فلسطينيين(وقال الحجر عن الانتفاضة الثانية)وفلم(حالة)عن الاجتياح الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في عملية السور الواقي2002تم تصويرهما خلال الانتفاضة، والاجتياح برام الله.

    *على مستوى المسرح ، نفذّ مسرحيتين للأطفال ومسرحية لمهرجان الشباب الأردني(ثورة الصعاليك)، ومسرحية لمهرجان المسرح الأردني الخامس بعنــوان «أزرق أخضر» مستوحاة من الميثولوجيا الكنعانية وفازت بأفضل عرض وأفضل نص على مستوى الدولة لعام 1997 م، فازت مناصفة كأفضل تأليف.

    *جائزة أفضل تأليف مسرحي عن مسرحية(أزمنة الحلم القزحي)في مهرجان رم المسرحي الأول للهيئة العربية للمسرح العربي عام2018.

    *من مسرحياته: أزرق أخضر، ثورة الصعاليك، أحلام قزحية.

    من كتبه للأطفال:الكركعة الخشبية، شادي والقمر، عودة السندباد.

     

    إرسال تعليق

    التعليقات



    جميع الحقوق محفوظة

    العهدة الثقافية

    2016