صدر حديثاً للشاعر د. علي هصيص كتاب (أقلام مشبوهة في الفكر العربي الحديث)، يتناول فيه المؤلف مسألة توظيف الاستعمار وأجنحته للكتّاب الذين سخّروا أقلامهم لتمرير المشاريع
الاستعمارية في الوطن العربي، إذ كان منهم من يدعو صراحة لتمكين الدول
الاستعمارية، ومنهم من كان يعمل بالخفاء، فكشفته كلماته التي كانت طي الصمت
والكتمان، ومنهم من كان منجرفا نحو تيار القوى، فتجده مع الاستعمار يوما، وتجده مع
وطنه في يوم آخر!
في فصله الأول يتناول الكتاب حديثا موسعا عن المشبوه
(جورج أنطونيوس) صاحب كتاب (يقظة العرب)، وهو كتاب يتتبع حركة التحول والتغيير
السياسي والجغرافي في منطقة المشرق العربي من الربع الأخير في القرن التاسع عشر
إلى ثلاثينيات القرن العشرين. وقد احتفى عدد كبير من المثقفين والقوميين العرب
بهذا الكتاب الذي يحمل بين صفحاته إدانته بنفسه، خاصة في تعاطفه مع اليهود، وهذا
ما قام المؤلف بمناقشته مطولا في هذا الفصل.
وفي الفصل الثاني ناقش المؤلف مسألة تحييد الأكاديمية
العربية للأثر الماسوني في فكر عدد من الكتاب والمثقفين، ذلك التحييد الذي عمل على
إغفال حقائق تم دفنها، ليصل الأمر في بعض المسائل حد التزوير التاريخي، ومن أمثلة
ذلك أن ندرس شعر أحمد زكي أبو شادي بعيدا عن كونه ماسونيا مؤمنا بـ (وحدة الوجود)،
أو أن يُذكرَ شاهين مكاريوس في صفوف النهضويين العرب، في الوقت الذي كان يبارك فيه
قيام الحركة الصهيونية، ويؤيد قيام كيان لليهود في فلسطين!
ثم ناقش في الفصل الثالث مواقف وآراء للشعراء: أحمد
شوقي، وحافظ إبراهيم، وخليل مطران، إذ لا نجد لشوقي وحافظ آراء ومواقف ثابتة تجاه
أهم القضايا المصيرية التي واجهتها الأمة، ونجد خليل مطران ماسونيا داعيا إلى
التغريب.
وجاء الفصل الرابع بعنوان (شؤون وشجون)، تضمن عددا من المسائل حول مسألة ما يسمى بـ (النهضة العربية)، وكذلك حول مسألة (الماسونية) وبعض المواقف منها.
___
إرسال تعليق