في كلمته الترحيبية التي ألقاها القاص والروائي حسن النويهي في حفل توقيع روايته بائعة الحليب مساء الأحد في المكتبة الوطنية اختصر مسافة شاسعة في الزمان والمكان حين قال للحاضرين ( صفقوا معي لأنفسكم فأنتم أبطال الرواية ) .. وهذا ما أكدت عليه الشاعرة والكاتبة المبدعة أميمة يوسف في قراءتها الوازنة للرواية حيث تحدثت بإسهاب عن أبطال الرواية الذي يمكن أن يكون أيّ منا أو جميعنا في خانة الأبطال كما أشارت إلى أن المخيم هو المكان الأوسع الذي تحرك فيه شخوص الرواية مع بائعة الحليب أو حولها
الرواية كما وصفها كاتبها ليست دراسة تاريخية بل
هي عمل يؤرخ لمرحلة مهمة من حياة الوطن والشعب والأمة، وهي ليست تقريرًا سياسيًا
لكنها أوغلت في تفاصيل السياسة التي رافقت التهجير الفلسطيني عام النكبة، والرواية
المهداة ( إلى ستي ) أكد النويهي أنه لم يعش مع جدته ولا يعرفها لكن هذا الإهداء
يشير إلى ذلك الجيل الذي حمل أوجاع النكبة على أكتافه وهم الأجداد والجدات
الشاعرة أميمة يوسف توقفت عند كثير من المفاتيح
في هذا العمل الروائي وذهبت إلى تقديم قراءة أخرى لتقول للقراء أن القصة الواردة
في صفحات هذه الرواية هي قصتنا جميعًا مشيرة إلى أن النويهي ترك الإجابة على عدد
من الأسئلة المهمة مفتوحة، ما يدفعنا للقول إن هناك جزءًا آخر من الرواية قد يكون
ضروريًا للإجابة على الأسئلة التي ظلت عالقة
الشاعر شفيق العطاونة الذي قدم للأمسية كان يغرف
كلماته من بحر الرواية ما يشير إلى أنه قرأها بإمعان وقاد سفينة الحفل بحرفية شاعر
مبدع، في وقت أشارت فيه القاصة ميرنا حتقوة إلى أهمية الرواية وكاتبها وتبني حفل
التوقيع هذا من إدارة المنتدى العربي الثقافي بالتعاون مع المكتبة الوطنية وهي
التي بذلت جهدًا طيبًا وملموسًا في تنظيم هذا الحفل وإنجاحه
بائعة الحليب التي أرادها النويهي أن تكون
المفتاح الأول لعمله الروائي كانت واحدة منا من ذلك الجيل الذي وقف بكل عناد
لمواجهة تداعيات النكبة وآثارها ، وهذا يؤكد ما أشارت إليه الشاعر أميمة يوسف أن
ما كتبه حسن النويهي في روايته هذه يندرج ضمن توصيف أدب المقاومة، فحركة الشخوص
كانت تتنقل بين عمان وبيروت وصيدا ودمشق والقاهرة للتأكيد على أن قضية فلسطين هي
قضية عربية بامتياز
وقبل أن يبدأ حسن النويهي بتوقيع روايته في ختام
الحفل قام رئيس المنتدى العربي الثقافي صالح الجعافرة والقاصة ميرنا حتقوة ومندوب
المكتبة الوطنية أمجد الفاعوري بتكريم المشاركين وتقديم الدروع لهم، ولوحظ أن
الجمهور الغفير الذي ملأ أروقة قاعة المكتبة الوطنية قاطع المتحدثين بالتصفيق مرات
عديدة
يُذكر أن رواية بائعة الحليب من إصدارات دار
مرسال ناشرون وموزعون وهي الرواية الأولى للكاتب حسن النويهي، وسبقتها مجموعتان
قصصيتان وهما : ليس على الأعمى، قطع مفككة وكتاب آخر حمل عنوان سيف القدس وجميعها
من إصدارات دار مرسال
إرسال تعليق