-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

مناقشة رواية هاني بعل الكنعاني للروائي صبحي فحماوي

 

 
رائد محمد الحواري

ضمن الجلسة الشهرية التي تعقدها دار الفاروق للثقافة والنشر تم مناقشة رواية "هاني بعل الكنعاني" للروائي "صبحي فحماوي"، حيث افتتح الجلسة مدير دار الفاروق الأستاذ رفعت سماعنة قائلاً: هذه الرواية الثانية التي نناقشها في دار الفاروق للروائي صبحي فحماوي، حيث ناقشنا رواية قصة عشق كنعانية، وهذا مؤشر على اهتمام الكاتب بالرواية التاريخية الكنعانية، فروايته الأولى تتحدث عن الكنعاني في فلسطين تحديداً، فإن رواية هاني بعل تتحدث عن شخصية كنعانية، استطاعت أن تخترق إفريقيا وأوروبا، فالرواية تعرفنا على قائد يستحق أن يُعرف، وهنا نترك المجال أمام الزملاء ليتحدثوا عما وجدوه في الرواية.

فكان أول المتحدثين الروائية عفاف خلف التي قالت: لم أشعر أنني أمام رواية تاريخية، فلم تكن هناك لغة روائية، بل مجرد سرد تاريخي، فلم يتناول السارد شخصية هاني بعل ضمن إطار روائي بل ضمن سرد تاريخي، كما أن بنية العمل كان فيها خلل في الحبكة، فهل يعقل لصاحب الست سنوات أن يكون واعي للانقلابات التي تحدث عنها في الصفحة 48؟، كما أن السارد لم يكن موفقاً عندما استخدم "الكتاتيب" فهذا مصطلح إسلامي وليس كنعاني، كما أن شخصية الحكواتي كانت أقرب إلى المعلم منه إلى الحكواتي، كما يوجد بعض الألفاظ غير المفهومة مثل الساعة المائية، ونلاحظ الخلل في استخدامه لمصطلحات تاريخية عندما تحدث عن محاربة هاني بعل لإيطاليا، والصحيح أنه حارب روما، ونلاحظ عدم وجود بناء للشخصيات، فكل ما في الرواية متعلق ببطلها هاني بعل، وأجد أن إقحام الكاتب لنفسه في الرواية لم يكن موفقاً.

ثم تحدثت الروائية فاطمة عبد الله قائلة: لقراءة هذه الرواية أبدأ من عتباتها حيث تعتبر العتبات مجموعة من النوافذ والتنبيهات التي تفضي إلى فك شيفرات الرواية وهي رسائل تطوف باستمرار حول جسد النص وتتلاقح طوال الوقت مع المتن الحكائي.

في هذه الرواية يحمل الغلاف صورة هاني بعل ويبدو أنها الصورة الوحيدة المعروفة لهذا القائد، حسب ما ورد في الرواية، حيث سُكت على عملة قرطاجنة والفضية، رسوم الفيلة والأحصنة وجبال الألب البيضاء تجعل من الغلاف لافت لفكرة الرواية، كما العنوان المباشر الواقعي الذي لا يحتمل التأويل حيث هو الرواية، يقول الجاحظ "إن لابتداء الكلام فتنة وعجبة" أي أن بداية الكلام لها أهمية بحيث تستطيع أن تُلفت انتباه المتلقي وتبقيه مع ما يريده الكاتب، فكان النص الأوغاريتي الذي افتتح به الكلام عتبة أخرى ونص موازي داخلي بامتياز.

هذا النص معروض في متحف اللوفر (قاعة أوغاريت) ويقول المؤلف أنه محاكمة علنية للروح لقبل ما يقارب الثمانية آلاف عام في مملكة كنعانية تدعى (أوغاريت) قامت في بلاد الشام قرب مدينة اللاذقية السورية، يقول الكاتب "هذه الأسطورة التي تشف عن مشهد نخجل نحن من أنفسنا في عالم اليوم عند إدراكه إذ نعتبر أننا متقدمون حضارياً بثمانية آلاف عام"، ففي جلسة محاكمة علنية لروح أحد المتوفين قبل أن تلتحم نفسه بجسده مرة أخرى ليعيش السعادة والخلود في العالم الأبدي الجديد تُسأل الروح أسئلة كثيرة من قاضي محكمة الأرواح اخترت لكم هنا سؤالين: هل كنت سبباً في دموع إنسان؟ نعم أمي حين مرضت بين يديها هل لوثت مياه النهر؟ نعم حين سبحت فيه مرة وأنا في وقت عملي. أسئلة أخرى ذات اجابات إنسانية مثالية عظيمة لطبيعة بشرية نقية لم تلوث بأي ماديات، هي الروح النقية تعيش وتموت بذات النقاء، يقول دوستوفسكي "إذا ذكرت كلمة مسمار في بداية الرواية فإن القارئ سيشنق نفسه عليه" أي لا مجال لعبثية أي كلمة في الرواية فكيف في العتبة الثالثة وهي الإهداء، إلى البحيرة الكنعانية التي حوصرت ولوثت فصارت تسمى البحر الأبيض المتوسط، حيث أن هذه البحيرة هي المسمار وهي القضية التي تعلق بها صراع أزلي بين الخير والشر ويبدي الكاتب انحيازه للخير من هذه العتبة فهي تتسق مع الأبعاد التي سعى لإرسائها على طول الرواية في رفضه للبطش والاستيلاء على حرية الآخرين وممتلكاتهم فعلى الجميع أن يعمل على تطوير نفسه بنفسه بالعمل والجد والكد بما لديه من إمكانيات وقدرات دون الاعتداء على أملاك وتعب الآخرين، وما ينطبق على الأفراد ينطبق على الدول، مقولات مذيلة لأصحابها عاجل القارئ بها لفهم ما يرمي اليه، فيؤطر لهدف الرواية ومضمونها ويوجه القارئ إلى الدلالة التي يريدها مع إمكانية وحرية تحليل تلك المقولات وإحداها للكاتب "لا أكتب ما أعرفه عن هاني بعل ولكنني أكتب لأعرف" فقد لا يصل القارئ إلى عمق هذه المقولة ويعيشها إلا بعد الانتهاء من قراءة الرواية، لقد رأيت تلك المقولات بمثابة التمهيد، اسم الكاتب لمن يعرفه عتبة نصية أخرى حيث يعرف عنه ولعه واهتمامه بالتاريخ الكنعاني وبدافع الغيرة على هذا التاريخ حيث يعمد إلى إبراز أمجاد الكنعانيين وتفوقهم وحضارتهم وآلهتهم وسبقهم المعرفي والعلمي في شتى مجالات الحياة.

في الصفحات الأخيرة سيرة ذاتية للمؤلف وهي من عتبات الرواية حيث يعتبر ما يكتب عن المؤلف نص موازي خارجي، سيرة غنية بأعماله الأدبية وما تولاه من أدور ووظائف في الوزارات والصحف ووسائل الإعلام وما كتب عن مؤلفاته من أعمال نقدية وما حصد من جوائز وميداليات، بدأ فحماوي مشروعه الروائي بالاتكاء على إعلان لمسرح الحكواتي القرطاجي جوال لعرض سيرة (هاني بعل الكنعاني) أثناء زيارته لتونس فيقرر الحضور للتعرف على هذا البطل، بضمير المتكلم يضع القارئ في مكان ضيق (المسرح) فيصور الحضور ودخولهم للمسرح والتقنيات المتاحة حيث يحمل المتلقي عبر شاشة عرض من ضيق صالة العرض إلى فضاء مدينة صور وإلى زمن آخر بعيد يحتوي على ممارسات وطقوس وخيال أسطوري والرسم بالكلمات صورة الأماكن وشخصيات ذاك الزمان، بصفاتهم وأفعالهم، يدخل الحكواتي فيفتتح السهرة بجملته الاستهلالية (كان ياما كان)، كما هي عادة الحكواتي في إحياء السهرات والأمسيات لسرد القصص الحماسية والملاحم التاريخية المليئة بالبطولة والمغامرات، أبدع الكاتب في اختيار الحكواتي وملكه فن الإلقاء والسرد وجذب الحضور وشدهم والاستيلاء على خيالهم، وملكه الخبرة والمهارة واختيار النقطة المناسبة للتوقف لاستكمال القصة في اليوم التالي.

لقد شكل صبحي فحماوي مادة روائية خصبة تحتوي على مفاجآت وتحولات، وقدم أحداث تاريخية شيقة وأعاد بناء حقبة من الماضي بطريقة خيالية تداخلت فيها شخصيات تاريخية بأخرى متخيلة فكانت رواية واقعية ملتصقة بالخيال والإبداع السردي، وأبرز أن قراءة التاريخ لا بد منها في بناء الحاضر والمستقبل فازدياد الوعي بالحاضر لا يتأتى إلّا من الاهتمام بالتاريخ، فالنفس البشرية واحدة في كل زمان ومكان وإن اختلفت الوجوه والملابس وتغيرت العادات والتقاليد وتطورت الوسائل والأدوات، بلغة فصحى سهلة قريبة من فهم الناس، يستعرض الأفعال والأحداث بحركة متتابعة وصور متحركة، فكان المتن الحكائي متصل متسلسل منطقي، بدأ من الأميرة الكنعانية أليسار ابنة ملك صور (ماتال) وكيف وصلت تونس وقامت ببناء مملكة قرطاجنة بالشواقل الكنعانية الفضية التي هربت بها بعد أن قتل أخاها بجماليون زوجها، وكيف استطاعت أن تحصل على أرض مملكتها بقصة طريفة تدل على ذكاء الأميرة، اهتمت بالزراعة والصناعة والتجارة واستقبلت الوافدين حتى نمت وتطورت قرطاجنة، تنتحر الملكة بعد أن طمع بها الملك (هيرابس) صاحب الأرض الأصلي مهدداً إياها بحرق مملكتها إن رفضت الزواج منه ففدت مملكتها بروحها، لتبقى قرطاجنة تتابع الازدهار والبناء وصناعة السفن والإبحار في كل الاتجاهات، وتبرز عشيرتان في المملكة عشيرة صيداوية تدعى (البرق) وكان أفرادها يتسلحون بنشاط عظيم ومسؤولية وطنية (ص٢١)، تخالفهم عشيرة (هانو) التي كان همها تحقيق الأرباح وركوب الموج الدافق بأية وسيلة، وعلى الطرف المقابل كان قادة روما يسعون لفرض سيطرتهم وسطوتهم، خالفهم عشيرة (هانو) التي كان همها تحقيق الأرباح وركوب الموج الدافق بأية وسيلة، وعلى الطرف المقابل كان قادة روما يسعون لفرض سيطرتهم وسطوتهم على البحيرة الكنعانية ليبدأ صراع الخير والشر ويستمر السرد والوصف وتقديم الشخصيات التاريخية بأبعادها النفسية والفيزيائية وتفاصيلها وسماتها بطريقة فنية مشوقة بالإضافة إلى عناصر التثقيف والتعليم.

يبرز القائد (هاملكار البرق) والد هاني بعل وتتورط قرطاجنة في صراعات مع صقلية وفي الوقت نفسه مع الليبيين والنوميديين في شمال افريقيا ص (25). تتساجل الحروب بين هملكار ضد الرومان وبينما القرطاجيون من جماعة (هانو) يسعون للسيطرة التجارية على ممالك البحر وتفرعاته يسعى الرومان للسيطرة العسكرية، يكشف فحماوي أخلاق وقضايا إنسانية في الحروب لدى كلا الجانبين فكان الرومان متوحشين في هجومهم ولا يرتبطون بعهود ولا قيم حربية، بينما كان القرطاجيون يدافعون بروح إنسانية عن مواقعهم ص(٢٨)، يأتي حلم الليلة الأولى ص(٣٩) بعد شيء من الإطالة في وصف الحروب والمعارك والأماكن والسرد للتنقل في أماكن تاريخية يحدد الكاتب معالمها وحتى لا يفقد القارئ عنصر التشويق وحتى لا يبقى الصوت أحادياً يدعو للملل، يبدأ الكاتب وصف طريق العودة للفندق ويوقف زمن السرد في مشهد بسيط يحدث في الطريق ..ويعود حاملاً الحكاية في ثنايا روحه ليولد هاني بعل في حلمه ويقوم بينهما حوار وبضمير المتكلم يتحدث هاني بعل عن نفسه ولماذا اختار الكاتب صبحي الفحماوي ليضيء الجوانب المعتمة في حياته ويعيد ما أخفي منها وما سكت عنه من بطولاته، وهكذا في الأحلام في ليال أخرى يجري الكاتب حوارات واستفسارات حول ما كان يسمعه من الحكواتي في المسرح فيجيب هاني بعل على ما خفي على الحكواتي من تكتيكات الحرب، قاد هاني بعل حملته الحربية ضد روما الظالمة الباطشة وهو يردد مقولته "لست أسعى لمحاربة شعب ليبيريا ولا بلاد الغال ولا شعب الرومان ولكنني جئت لأحررهم من بطش دكتاتورية روما". شاب صغير يعبر جبال الألب الثلجية الوعرة بجيش عرمرم ويأتي إيطاليا من جزء استبعدت اختراقه وكانت تستند عليه لحمايتها (جبال الألب)، كان قائد ذا حنكة وتفرد بوضع خطط حربية لا زالت تدرس حتى اليوم وألحق خسائر متتالية في صفوف جيوش الرومان فقتل خمسة من قناصلهم في خمسة حروب كبرى، اجتاز جبال البرانس، وقهر جبال الألب، وقطع جبال الأبينين ص(121).

كان حسن المعاملة للشعوب التي حل بأراضيها وأغلبهم انضموا لحملته ضد روما، تغلغل المؤلف في عمق شخصيته التاريخية وكشف مستجدات لم يذكرها التاريخ أو غيبها المؤرخون لأهداف خاصة قد تكون لتقليل شأن المنتصر، وقد أبرز لنا الروائي صبحي فحماوي كم نحن بحاجة في هذا الوقت لقائد حقيقي شجاع يملك موهبة القيادة وقادر على خوض التحديات ورفض التدخلات والإملاءات الأجنبية والخارجية والمضي من منطلق قناعاته وأخلاق مجتمع نمى وترعرع فيه، بغض النظر عمن يحاول تدميره من الداخل لأجل أطماع سلطوية ومكاسب مادية، وكشف الكاتب عن حضارة قامت على الظلم والقتل والسلب والنهب والغدر ولا تتوانى عن قتل مواطنيها في صراع للتسلية وفي امتهان كرامة الإنسان وانتهاك حريته لتورث الأجيال المتلاحقة الوحشية وتلك النزعة الحيوانية، فقد كانت تعدم وتقتل علماءها ومفكريها، فأطرق الكاتب إلى قصة قتل أرخميدس (ص١٥٢). يختار هاني بعل الانتحار على أن يقع في قبضة الرومان فيكون انتحاره بمثابة مقاومة لبطشهم الذي حاربه طيلة عمره، وتأتي النهاية على حافة البحر حيث يشيد بعض فلاسفة ومفكرو روما بصوت خفيض بموهبة هاني بعل وشجاعته وأخلاقه كقائد شجاع ونبيل وذكي يتدبر أمر المعركة في كل الظروف قد يخلد الأعداء ذكرى قائد أكثر مما يفعل الأهل وذلك للتفاخر بأنهم قضوا.

وتحدث الكاتب همام الطوباسي قائلاً: يكفي أننا تعرفنا على شخصية كنعانية، فهذا بحد ذاته إنجاز يحسب للكاتب، الذي ألم بتفاصيل دقيقة عن هاني بعل وقدمها لنا بهذا الشكل الروائي.

أما الشاعر عمار خليل فقال: يمتاز الكاتب صبحي فحماوي في كتاباته بقدرته الرائعة في التحكم بالشكل وتعمقه بالمضمون، مما يجعل القارئ في حالة من الانتباه والتركيز والمتعة النصية. تنسجم هذه الرواية (هاني بعل الكنعاني) مع رواية (قصة حب كنعانية) ليس بدلالات العنوان فقط، بل بالأسلوب والتشويق، وقدرة الكاتب على السرد الروائي، وإضفاء الحيوية على النص على الرغم من المضمون التاريخي في الرواية والذي يمتد أحياناً إلى واقعنا المعاصر وخاصة في النظام السياسي في الحكم والمصالح الرأسمالية في المجتمع التي تتحكم بقرارات الدولة، تأخذ هذه الرواية أهميتها من ذاتها، وخاصة على البعد الوجودي وتأصيل الرواية الحقيقية لنا ولتاريخنا ووجودنا التاريخي على هذه الأرض، كما يعتمد الكاتب في روايته على مزج الخيال بالواقع، ويستدعي التاريخ لإنصافه خاصة في غياب القدرة على تسجيل التاريخ القديم من جهتنا، فالقوي لا يكتب الواقع فقط، بل يستطيع تزوير التاريخ أيضاً. من الواضح جداً ما هو مرمى الكاتب من روايته، فهو ذكي وحريص بذات الوقت، فلم يبالغ في إظهار بطل الرواية كشخصية خارقة، على الرغم من تميز هذه الشخصية وقوتها، بل كان منصفاً واقعياً منطقياً باستخدام النص التاريخي ليسقطه على الواقع الفلسطيني ليعيد إلى الوعي الجمعي حالة من العنفوان والسيادة، وحالة من الخذلان والخيانة المصلحية، وكأني أرى هاني بعل وقف مخذولاً قبل دخوله روما، كما وقف قائد القسطل عبد القادر الحسيني ليقول في مذكرته المشهورة: "السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية - القاهرة، إني أحملكم المسؤولية بعد أن تركتم جنودي في أوج انتصاراتهم بدون عون أو سلاح". الرؤية العامة للرواية، هي رواية تاريخية تأصيلية موجهة، استخدم فيها الكاتب تقنية السرد ممزوجاً بالأسلوب الحكواتي مما أعطى للنص حيوية وانبعاث، ورغم كل ما قدمه الكاتب إلّا أنه لم يغادر مربعه في رواية قصة عشق كنعاني، بل أرى أن رواية قصة عشق كنعاني أكثر جمالاً وأكثر ترابطاً من رواية هاني بعل الكنعاني، وكلاهما يستحقان التقدير والاحترام، شكراً صبحي فحماوي.

وتحدث الناقد سامي مروح معقباً على الرواية: تحية طيبة للكاتب صبحي فحماوي، إن هذه الرواية الثانية التي أقرأها للكاتب صبحي فحماوي، لقد كان هناك فرق بين الروايتين في عملية التقديم، حيث اعتمد الكاتب في الرواية الأولى على السرد التقليدي العادي، لكن في الرواية الثانية كان أسلوبه في التقديم غير عادي، حيث اعتمد على الراوي المسرحي، وكان يعرض الرواية للمشاهد على المسرح بطريقة الحكواتي وكانت المفاجئة بالنسبة لي هي تغيير الراوي، حيث جعل من البطل هو الراوي، لم أكن أتصور تغير الراوي بهذا الشكل و كانت صدمة للقارئ، مع وجود المبرر للكاتب وهو أنه بدء الكاتب والبطل في حوار عن طريق الحلم وفي هذا وجدت أن هناك تناص بين الكاتب والكاتبة المصرية صوفي عبد الله في رواية معجز النيل، حيث أنها بدأت الرواية بحلم وكانت بطلة الرواية نفرتيتي الملكة المصرية، مما يحسب للرواية أنها أضاءت سيرة البطل مثل هاني بعل ذلك البطل الكنعاني، وكذلك عرف من خلال الرواية البعد التاريخي والإقليمي للكنعانيين، وعرفت العلاقة الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والدينية، وكذلك كان هناك تعريف بعملة الشيكل فهو كنعاني وليس يهودي كما يدعي الآخر إذ يحاول طمس حضارتنا وسرقة تراثنا.

أما رائد الحواري فقال: أهمية أي عمل تكمن في المتعة التي يحدثها للقارئ، بصرف النظر عن جنس هذا العمل، من هنا يمكننا القول أن رواية هاني بعل الكنعاني فيها متعة المعرفة، هذا أولاً، كما أن طريقة تقديم المعلومات عن بطل الرواية والتي توزعت بين ثلاثة شخصيات، "الحكواتي، هاني بعل، السارد صبحي فحماوي" أعطت جمالية للرواية وكسرت روتين التاريخ، بخصوص مضمون الرواية فهي متعلقة بشخصية قائد حربي، لهذا نجدها شبه خالية من تناول شخصيات نسائية، وأعتقد أن الشكل الروائي الذي قدم به هاني بعل يتماثل وينسجم مع طبيعة القائد المحارب.

وفي الختام تقرر أن تكون الجلسة القادمة يوم السبت الموافق 7/8/2022 لماقشة رواية "الصدور العارية" للروائي الفلسطيني "خالد رشيد الزبدة".

 

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016