ثمة علاقة بين الماء وبين الكلام. والمُدقّق يرى أن سكّان المناطق النّهرية يميلون إلى الإمالة( مدّ الحروف وتطويلها) فالشّامي يسأل:( شووووو؟) ويجيب: ( لكاااان(.
أمّا البدويّ فيسأل:( وشْ؟) ويجيب: ( إي(
فالأوّل لديه ما يكفي من الرّطوبة في حلقه ليبلّل الكلمات بالمدّ والدّلال، والثاني محاصر بالعطش فيريد أن يصل إلى مُراده بأقلّ قدر من المقاطع الصّوتيّة.
ونحن نذمّ الكلام ونصفه ب( كلام ناشف)، ونمتدحه فنقول:( أعطيه ريق حلو(.
ولفت نظري أهلٌ القاهرة الذين جمعوا بين الماء والتاريخ، فتجد الكلام عندهم مُنغّماً يكاد يكون مكتوباً بنوتة موسيقية، لا بل كثيرون منهم يعشقون ( الرّغي) وهذا أيضاً يرتبط بالماء .
ولفت انتباهي كثرة الأسماء الطويلة عند المصريين( عبدالمتجلّي، عز الدين ، عبد القادر)، بينما نادراً ما تجد عند البدو أسماء تنتسب إلى أسماء الله الحسنى ، فهي لا تصلح للمنادى البعيد ( في البادية)، وتميل إلى الاختصار:( زَعل، صقر، عودة ، خلف (.
ونطق مثل هذه الأسماء لا يحتاج إلى استهلاك كمية رطوبة زائدة فالماء شحيح
____
عن صفحة الكاتب على الفيس بوك.
وجهة نظر ثاقبة
ردحذف