المستقبل يبدأ من الماضي عنوان عريض يصلح لكل ما يخص الإنسان من عقيدة واجتماع
واقتصاد وسياسة، بل يصلح للفرد والجماعة ،والمجتمع والأمة، حصاد بذار الأمس ،
يأتيك دون نقصان ولا يلومن أحد إلا نفسه•
فقط أريد مناقشة العنوان ليكون معبرا لكل هذه السعة التي يتصف
بها • ماذا يعني لنا المستقبل،،،؟ وما الماضي،،؟ وأين الحاضر بينهما،،،؟
وهل الماضي والحاضر والمستقبل صيغ زمانية محضة؟ وهل يدرك الإنسان الزمن بعيدا عن
الحدث والمكان،،؟ أليس الحدث تفاعل الزمان والمكان مقامه الإنسان ،،،؟ وهل هناك
زمان و مكان دون وعي الإنسان بهما ؟ أليس الزمان والمكان نتاج ذهنية بشرية تشخصهما
وتقيم حالة تفاعل معهما •
سأروي هذه الحكاية بعد هذا العنت الفلسفي أكثر من شخص سجل اعتقاله
الفردي في غرفة معتمة تماما أحدهم وقد كان جاسوسا أمريكيا كان معتقلا عند حزب الله
في غرفة معتمة تماما يقول انه بدأ يفقد الإحساس بالزمان، ثم بعد فترة انعدم إحساسه
بالمكان، ثم أخرى فقد إحساسه بذاته واعتقد أنه مات، لكن هذا الاعتقاد لم يمنعه من
تناول طعامه وشرابه ، مما يعني أن الإنسان إذا ما انتقل إلى ظرف لا إنساني يمكن أن
يتحول إلى حيوان فاقدٍ للإحساس بذاته ، لا يعرف من هو،،،ولماذا يعيش .ولا يدرك أنه
على قيد العيش •
المخيف في هذا الطرح وهذه القصة أن حياة الإنسان بمقدار وعيه
بالحياة • هذا الوعي أدركته الحكمة الشعبية بهذه القصة الطريفة يقال إن
رجلا قدم إلى بلدة قد سُجل على قبورها أعمارهم، فكان أحدهم يوما ، آخر يومين
وأكثرهم ثلاثة أيام فسألهم عما كتبوه على قبورهم من أعمار،، فقالوا له إننا نحتسب
أيام السعادة من أعمارنا فقط فقال لهم عن نفسه سجلوا على قبري إذا مت وكان يدعى
جبر(جبر بن جبور من رحم أمه إلى القبور) السؤال كم تعي أمتنا ما يدور
حولها،،،؟
إرسال تعليق